العلم وأهميته في حل المشكلات الاجتماعية
أصبح المجتمع اليوم يعيش
في مشكلات اجتماعية عميقة الجذور وتراكمات لأعوام كثيرة أدت إلى انهيار المجتمع في
مجالات مختلفة وإن لمن أهمها المجال الاجتماعي إن المجتمعات لا تستطيع الوقوف على قدميها
إلا إذا كان هناك تماسك اجتماعي قوياً ودون ذلك تنهار مهما امتلكت من أموال وقوى اقتصادية
حيث أن المجتمعات تفنى وتنتهي دون التواصل الاجتماعي الجيد.
فكيف لمجتمع أن ينهض وهو
يعانى من تفكك اجتماعي وأسرى وانقطاع صلة الرحم وكل ذلك هو الأساس المتين الذي يقوم
عليه المجتمع؟
إن المشكلات الاجتماعية
تمكنت بقوة من أساسيات المجتمع ومفاصله مما أدى إلى ضعف التماسك الاجتماعي، وأصبح المجتمع
يعانى مُعاناة شديدة من هذه المشكلات والمجتمع هو الدولة، والدولة هي المجتمع وقوة
المجتمع من قوة الدولة كما أن العلاقة بينهم متبادلة في مقدار القوة لذا كان لابد من
استخدام العلم في حل هذه المشكلات الذي يراها الكثير مستعصية على الحل وكما أن الله
يخلق الداء ومعه الدواء فكان العلم هو الدواء لداء المشكلات الاجتماعية والقضاء على
الأمراض التي نتجت عنها، والقضاء على التفكك الأسرى والحد من مشكلات الطلاق والوصول
إلى ربط المجتمع بعضه ببعض وذلك لتحقيق التماسك الاجتماعي.
وهنا يأتي دور العلم للعمل
على هذه المشكلات فالعلوم الإنسانية والاجتماعية والتي تشمل العلوم النفسية والفلسفية
والاجتماعية والكثير من المجالات ذات الصلة هي الحل الوحيد للخروج من هذه الكوارث الاجتماعية
إذ تُعد هي القوة الناعمة التي تحرك المجتمعات لما لها من أهمية كبيرة في فهم الطبيعة
البشرية وفهم قوانين الوعي البشرى وباستخدام هذه العلوم نستطيع الوصول لحل الكثير من
المشكلات التي يعيشها المجتمع وذلك باستخدام العلم وليس باستخدام القوة.
والسؤال هنا إذا كانت
القوانين التي قام عليها المجتمع من قبل صالحه فلماذا تدهور المجتمع الآن؟
إن الحل الأساسي للخروج
من هذه الأزمات والمشكلات التي استشرت في المجتمع هو تكامل العلوم معاً وذلك لوضع رؤية
واضحة تساعد على البناء والاستقرار وتحد من العنف بل وتحد أيضا من اللجؤ إلى استخدام
القوة لفض النزاعات بل والقضاء على الكثير من الأعراف التقليدية والتي أصبحت من الماضي
ولكنها مازالت موجودة الآن وأصبحت غير فعاله بل وأصبحت تساهم في تأجيج العنف والكراهية
بين الناس لذلك بتكامل العلوم مع بعضها البعض سيتمكن المجتمع من الخروج من هذه المشكلات،
ويرفع شعار العلم في كل شيء، وليس العرف بل العلم الذي وضعه الله للإنسانية للخروج
من الظلمات إلى النور.