قصة نجاح مصري في أمريكا اللاتينية.. «إيهاب» يعمل في شركات عالمية دون شهادة جامعية
كتب: محمد خاطر
«دايما كان هدفي أن أفيد الناس ومبخلش علي حد بأي حاجه، لأن ربنا مبخلش عليا
بحاجه وكرمني، وفي خلال سنتين بعد تعب طويل لسنين بتعلم لوحدي قدرت اشتغل في شركات
عالمية بالمكسيك وبريطانيا، والحمد لله اتوفقت في شغلي وبعدها بكام شهر تزوجت
وسافرت لأمريكا اللاتينية وبالتحديد دولة بيرو».
إيهاب فايز، شاب مصري يبلغ من العمر 23 عام، وصاحب قصة كفاح ونجاح
تستحق أن تروى، استطاع خلالها أن يحول عدم توفيقه في استكمال تعليمه وتحصله على
شهادة جامعية، إلى أن يصبح موظف ناجح بشركات عالمية في المكسيك وبريطانيا وعدد أخر
من الدول، وصانع محتوى يخص مجال تجربة المستخدم قدم ما يقرب من 200 فيديو و3
كورسات مجانية تشمل العديد من الأسرار والخبايا حول هذا المجال، ومن قبل كل ذلك
إنسان مفيد ونافع لنفسه ولأسرته ولكل من يبحث عن علم ومحتوى يخص «تجربة
المستخدم».
قصة كفاح «إيهاب» بدأت بوفاة والده وهو طفل لا يتخطى عمره 14 عام
حينها، ليتنقل بعدها بين عدة أعمال بسيطة بعد أن تحصل على دبلوم سياحة وفنادق: «أول
شغل ليا كان في مصنع ملابس وبعدها بمحل دهب وبعدها بمحل كومبيوترات، لكن ملقتش
نفسي غير في شغل الكومبيوترات»، لتبدأ رحلته الفعلية مع هذا المجال الذي تعلم
خلاله القدرة على التسويق الرقمي عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة
وبالأخص فيس بوك، بعد أن ساعدته والدته واشترت له كاميرا لينتج صور احترافية تناسب
متطلبات عمله: «أمي عاملة نظافة ست بتشرف بيها باعت دهبها عشان تشتري ليا
كاميرا اقدر أصور بيها منتجات العملاء».
حقق «إيهاب» نجاح ملحوظ على مستوى هذا العمل، لكنه لم يكن
بالاستقرار المهني طوال الوقت: «كنت بسأل نفسي دايما ومس عارف حياتي هتوصل لـ
فين أو هـ أكون أيه بعد عشر سنين خصوصا إن من الناحية الدراسية معنديش شهادة
جامعية»، ولهذا بدأ في البحث عن مجال شغوف به ليتعلم مهاراته المختلفة ويحوله
لمصدر عمل له، وبعد محاولات مع البرمجة وتصميم الجرافيك والتصوير الفوتغرافي
والتسويق والسياحة لم يجد شغفه إلا في مجال تجربة المستخدم بعدما تعرف عليه بتشجيع
من صديقة له: «الكلام ده من 4 سنين وقتها كان المجال ده لسه بيبدأ يتعرف في مصر
ومفيش مصادر عربية مجانية للتعلم كلها بفلوس»، لكنه تمكنه من اللغة الإنجليزية
بفضل ألعاب الموبايل والأفلام الأجنبية ساعدته على الوصول إلى محتوى أجنبي مجاني،
كان بمثابة البذرة التي بني عليها كل العلم الذي وصل إليه بهذا المجال.
وبعد فترة تعلم وتدريب ليست بالقصيرة استطاع الشاب المصري أن يصل
لمستوى جيد بهذا المجال يؤهله للحصول على وظائف به: «أنا كنت حابب المجال ده
جدًا، حسيت نفسي فيه بطل بقدرات خارقة، لأن شفت أهميته بالنسبة للشركات وإزاي
بيقدر يساعدهم في عمليات إنشاء منتجات تنجح في السوق ويتغلبوا على منافسيهم»،
وهو ما دفعه لصناعة محتوى مكتوب ومرئي باللغة العربية ليساعد من خلاله كل من يرغب
في العلم والمعرفة حول هذا المجال: «كنت بنشر وبشارك الناس اللي بتعلمه من
المقالات والفيديوهات الأجنبية لأن للأسف مكنش فيه مصادر عربية كتير للتعلم، وحسيت
أن فيه كتير ناس عندها ظروف صعبة بس لو حد أداها الفرصة هتعرف تبدع وتغير حياتها،
والحمد لله قدرت أساعد ناس كتير تحصل على شغل».
حقق «إيهاب» العديد من الإنجازات على مستوى هذا المجال، وشارك في
العديد من المشاريع العملاقة التي أقيمت بأمريكا اللاتينية، كما كان أحد أعضاء
فريق شركة بريطانية كانت المسؤولة عن تقديم أفكار ومقترحات لشركة Netflix بخصوص أحد إنتاجاتها -مشروع
مسلسل -Stranger Things، لكنه رغم كل ذلك يفخر بشدة بإنجاز أخر: «أكتر
حاجة افتخر بيها هي أن ناس كتير كلمتني أنه بسبب ربنا ومجهودهم ومحتوى القناة
قدروا يتوفقوا ويحصلوا على شغل في شركات بالبحرين والكويت والإمارات والسعودية».
يستهدف الشاب المصري خلال الفترة القادمة استكمال عمليات مشاركة
خبراته وعلمه في كورسات مجانية على يوتيوب، حتى يساعد كل شخص واجه ظروف صعبة مثله
أو أصعب منها، لأنه يرى أن الجميع يمتلك مهارات كبيرة ويحتاجون فقط لفرصة وإرشاد:
«وده اللي بحاول أقدمه في القناة مجانًا ودايما هفضل أعمل محتوى مجاني»،
كما يطمح في التأسيس لشركته الخاصة: «إن شاء الله في يوم من الأيام اللي هو مش
بعيد».