لغة وحلم وتعليم ونجاح.. حكاية «شيري» مع الإنجليزية
كتب: محمد خاطر
«وتقع وتقوم وتقوم وتقع،، أنا صابني الحزن مقولتيش ليه،،
وعاندني الحزن قدرت عليه،، ويا بحر حلفت إني أعديه،، ويفوت العمر لو استنيت» بعض
كلمات أغنية «وتقع وتقوم» للشاعرة دعاء عبد الوهاب، توضح قيمة السعي كونه الطريق
الوحيد لتخطي أي فشل وتحويله لنجاح بفضل المعافرة، كما حدث في حكاية «شيري» مع
اللغة الإنجليزية، التي بدأتها مجرد راغبة في تعلمها لتحصل على وظيفة، فأصبحت واحدة
من أفضل المدربات المصريات لتلك اللغة ومديرة لـ 3 مراكز تعلم نفس اللغة.
شروق حسين أو «شيري»، كما هي
مشهورة وسط معارفها، تحصلت على بكالوريوس آداب قسم لغة عربية، وحين قررت اقتحام
مجالات العمل بعد زواجها وهي على مشارف الثلاثينات من عمرها، وقفت اللغة
الإنجليزية عائق كبير أمامها: «كل الوظائف كانت محتاجة لغة ومكنتش عارفة ألاقي
شغل من غيرها»، فقررت تعلمها وقطعت شوط طويل من الاجتهاد والسعي في هذا
الطريق، والمحصلة كان إتقانها للغة الإنجليزية في ظرف 120 يوم فقط، وفق ما تكشف
عنه «شيري»، في حديثها مع منصة «الفيتشر».
إتقان الإنجليزية أتاح الطريق أمام خريجة كلية الآداب
لتتحصل على فرص عمل بأكثر من مجال مختلف: «اشتغلت كول سنتر وفي المبيعات وفي
حاجات تانية كتير»، قبل أن تتجه لمجال تعليم الإنجليزية التي وجدت شغفها به
واستطاعت أن تحقق خلاله العديد من النجاحات الملحوظة رغم ما واجهته من عقبات
وصعوبات مختلفة: «الحمد لله دلوقتي أنا مدربة لغة إنجليزية وبدير 3 مراكز
لتعليم اللغة في أماكن مختلفة».
تميز «شيري»، في عملها مكنها من ابتكار تكنيك
جديد في تعليم اللغة الإنجليزية تطلق عليه لقب «زراعة اللغة»، استمدت فكرته
من مفهوم الزراعة التي تبدأ فيها حياة الشجرة الكبيرة كبذرة صغيرة تنشأ وتترعرع بالاهتمام
بها وإمدادها بالغذاء والماء والضوء وكل ما تحتاج إليه، وهو ما تعمل على تطبيقه في
أسلوب تعليمها لمتدربيها، والنتيجة تمكنها من تعليم الكثيرين الإنجليزية بشكل تام
مهما كان مستواهم التعليمي أو علاقتهم باللغة قبل التحاقهم بورشها التدريبية.
أحلام «شيري» لا يعرف لها سقف أو حد، إذ تطمح بأن
تنشأ أكبر صرح تعليمي يساعد الشباب ويؤهلهم لسوق العمل بشكل جيد وكافي، ليس فقط
على مستوى تعلم اللغة الإنجليزية وإنما لتزويدهم بكل ما يحتاجوه من مهارات مختلفة
ومتنوعة، كما تأمل على المستوى الشخصي أن تصبح إنسان ذات آثر إيجابي في نفوس كل من
يعرفها أو يتعامل معها، وأن تترك خلفها إرث طيب تفتخر به ابنتها.
