سوبر مان جامعة بني سويف.. «عبد الرحمن» ينقذ فتاة حاولت الانتحار: «روح لازم نحافظ عليها»
عبد الرحمن عزام.. موظف بجامعة بني سويف
كتب: محمد
خاطر
شهدت جامعة
بني سويف أمس الثلاثاء واقعة استثنائية بطلها عبد الرحمن عزام، موظف بكلية
الآداب جامعة بني سويف، والذي نجح في إنقاذ إحدى الطالبات قبل إقدامها على
الانتحار بالقفز من شرفة الطابق السادس لكلية الآداب.
بعد انتهاء
يوم عمل روتيني داخل أسوار جامعة بني سويف، اصطحب «عبد الرحمن» دراجته
البخارية متجهًا إلى منزله حتى يتحصل على قسط بسيط من الراحة، قبل أن يذهب إلى
صالة الألعاب الرياضية ليبدأ عمله الثاني كـ «مدرب جيم».
الأمور كلها
كانت على ما يرام في تلك اللحظة شمس الشتاء الدافئة ساطعة والطريق لم يكن مزدحم
على غير العادة، قبل أن ينقلب كل هذا الهدوء بسبب صرخات مجموعة من الطلبة
والعاملين بالجامعة يستغيثون لإنقاذ زميلتهم التي تحاول الانتحار قفزًا من
الطابق السادس لأحد مباني جامعة بني سويف.
دون تفكير ترك
«عبد الرحمن» دراجته البخارية واتجه مسرعًا إلى سلم المبنى وصعد إلى الطابق
السادس، وكل ذلك في ظرف دقائق معدودة، لا يفكر في شيء حينها سوى كيف سيصل إلى
الفتاة، دون أن تراه حتى لا تقدم على القفز من شرفة المبنى: «أول ما وصلت لدور
السادس خلعت الجاكت بتاعي وطلعت الشباك وفكرت أوصل لسطح الكلية من خلال تسلق واجهة
مبنى الكلية، عشان خاطر أوصل للبنت من غير ما تشوفني»، وفق ما يكشف عنه «عبد
الرحمن» في حديثه مع منصة «الفيتشر».
خطورة الطريقة
التي اختارها موظف الجامعة كادت أن تسبب في فقدانه لحياته بعدما فشل في التمسك
بحديد واجهة المبني في محاولته الأولى لتسلق: «وأنا بحاول أعمل كدا أيدي فلتت في
أول مرة وكنت هقع والناس صرخت، حاولت مرة تانية وربنا كرمني وقدرت امسك في الحديد
ومشيت بإيدي لحد ما وصلت لسور السطح وتسلقته».
وفي الوقت
الذي نجح فيه تجمع الطلبة والعاملين أسفل الكلية في تشتيت انتباه الفتاة، كان «عبد
الرحمن» يباغتها بالهجوم عليها من خلفها ويمسكها بشدة ويحملها لداخل الكلية: «استغليت
انشغال البنت بالناس اللي بيحاولوا يرجعوها عن قرارها، وجيت من ضهرها وقبل ما تاخد
بالها مني كنت شيلتها من وسطها ودخلتها جوا مبنى الكلية وسلمتها للأمن وقائد الحرس».
وفور إنقاذ
الفتاة خضعت لعدة فحوصات طبية بالمستشفى الجامعي للاطمئنان على سلامتها قبل أن يتم
عرضها على النيابة رفقة والدها ومنقذها للاستماع إلى أقوالهم في محضر الواقعة، التي
وثقتها بالكامل كاميرات جامعة بني سويف.
وتعليقًا على
هذا الموقف البطولي يقول «عبد الرحمن»: «الحمد لله على سلامة البنت أيا
كان مين اللي كان هينقذها، دي روح ومكنشي ينفع يتعامل معاها بتهاون، والحمد لله
على سلامتها لأهلها ولنفسها، وربنا يصلح حالها»، مشددًا في نهاية حديثه على أن
متأكد بأن الدكتور منصور حسن، رئيس جامعة بني سويف، سيتابع ما حدث للفتاة وسيحل
لها أي مشكلة تواجهها.
وكانت قد كشفت
جامعة بني سويف في بيان صحفي أمس، أن الفتاة أقدمت على محاولة الانتحار
لعدم تعيينها معيدة بكلية الآداب بعد تخرجها العام الماضي بتقدير جيدًا جدًا،
مؤكدة أن الفتاو ليس لها حق التعيين خاصة أن هناك دفعات سابقة لها لم يتم تعينهم
حتى الآن وحاصلين على تقديرات أعلى منها.