بدأها مساعد صنايعي وانتهت بتكريم رسمي.. حكاية ملهمة لـ «محمد» مع كلية الصيدلة
كتب: محمد خاطر
قبل سنوات كان
«محمد» يختلس بعض الوقت هربًا من إرهاق عمله كمساعد صنايعي حداد، ويلجأ لمصعد
كلية الصيدلة جامعة عين شمس ليختبأ بداخله بعض الدقائق القصيرة، لكنها كانت كافية ليعود إلى عمله من جديد بكل نشاط وحماس.
حينها كانت
تسيطر على «محمد» مشاعر مختلطة بين بعض من الخوف ظنًا منه أن أحد موظفي
الكلية قد يراه داخل المصعد ويبلغ الصنايعي الذي يعمل معه ويعاقبه بخصم نصف أجرة
يومه، وبين أحلام وطموحات بالعودة إلى نفس المكان من جديد في المستقبل ولكن بحلة
مختلفة يكسوها الافتخار والاعتزاز حين يتم تكريمه بهذا المكان الذي شهد كفاحه.
وبالفعل مرت
السنوات ونجح «محمد» في تحقيق حلمه، وأقامت كلية الصيدلة تكريم رسمي له
رفقة بعض القائمين على مشروع «محو الأمية»، بسبب تفوقه الدراسي إلى جانب مساعدته
في محو أمية 20 شخص وتعليمهم القراءة والكتاب، وفق ما يكشف عنه «محمد»، في حديثه
مع منصة «الفيتشر».
محمد خالد عبد
الغني، طالب بكلية التربية جامعة عين شمس قسم ذوي الاحتياجات
الخاصة، يبلغ من العمر 19 عام، ويعمل صنايعي حداد إلى جانب دراسته المتفوق بها، فضلًا
عن كونه ناقد أدبي شارك في إدارة العديد من الندوات والمناقشات الأدبية، ويقول «محمد»
عن تكريمه في نفس الكلية التي كان يعمل بها مساعد صنايعي: «عوض ربنا ليا، وحلم
بسيط من أحلامي ربنا حققهولي».