الرئيسية المعافرون عين ثاقبة.. قصة محامي مصري تنبأ بنجومية «هالاند» وآخرين قبل سنوات

المعافرون

عين ثاقبة.. قصة محامي مصري تنبأ بنجومية «هالاند» وآخرين قبل سنوات

الفيتشر

A+ A-

«عبد الحميد».. أول من رشح «ديانج» للأهلي وتحدث عن «سافيو» في بداياته  

كتب: محمد خاطر

 

بدون مقدمات إذا سألتك عن أبرز نجوم كرة القدم في مصر والعالم الآن، سيتبادر إلى ذهنك بالتأكيد أسماء الكثير من اللاعبين، لكن إذا سألتك ماذا كنت تعرف عن هؤلاء قبل سنوات أو حتى هل كنت تتوقع أن يصلوا إلى هذا المستوى من التألق، لن نجد لديك إجابة، سنجدها فقط لدى «عبد الحميد» المحامي المصري عاشق كرة القدم وكشاف لاعبين هاوي، والذي أثبتت الأيام قدراته الكبيرة في استكشاف اللاعبين وموهبته الفذة في التنبأ بهامش تطورهم والمستوى الإبداعي الذي من الممكن أن يصلوا إليه.

 

عبد الحميد علي المحمودي، محامي حر، وكشاف هاوي وكاتب محتوى كروي، بدأت علاقته بكرة القدم من بوابة ناشئين نادي المنصورة الذي تدرج في صفوف فريقه حتى سن 21 عام، الذي شهد ابتعاده عن ممارسة كرة القدم لعدة أسباب مختلفة، يأتي في مقدمتها خوف والده الشديد عليه كونه ابنه الوحيد، أما ما يخص قصته مع استكشاف لاعبين كرة القدم فبدأت كهواية منذ الصغر: «من زمان وأنا صغير وأنا بحب أجمع بيانات عن اللاعبين، وكانت مصادري الوحيدة زمان الجرائد وأحاديث المعلقين»، وفق ما يرويه «عبد الحميد»، في حديثه مع «الفيتشر».

 

صفحة على فيس بوك

 

وبداية من عام 2018، بدأ المحامي الحر يفكر في كيفية توصيل أرائه في كرة القدم واللاعبين بشكل خاص لأكبر عدد ممكن من جماهير الساحرة المستديرة، واتجه نحو إنشاء صفحة على فيس بوك لتقديم محتواه من خلالها: «كل فكرتي من البيدج أن الناس تعرف إن في حاجة اسمها scouting، ويعني أيه كشافين ودورهم الكبير في تكوين فرق كرة القدم وقدرتهم على توفير الكثير من التكاليف».

 

نفس الشغف الذي يحرك المحامي الحر نحو عالم كشافين كرة القدم، لمسه في شابين أخرين: «صديق كان في كلية الهندسة اسمه محمد سعيد، وصديق كان لسه في ثانوية عامة اسمه أحمد عرفه»، ومن خلال فريق العمل الثلاثي هذا استطاع «عبد الحميد» وصديقيه أن يوسعوا من انتشار الصفحة الخاصة بهم، قبل أن ينضم إليهم أخرون كأعضاء بنفس الفريق.

 

نجاح عالمي ومحلي

 

«هالاند، كيليان مبابي، فينيسيوس جونيور، رودريجو، محمد صلاح، أكرم توفيق، أليو ديانح، كريم فؤاد، محمد شريف، فرنكي ديونج، سانشو، إيزاك، برونو سافيو»، ولاعبين كثر عالميين ومحليين، تحدث عنهم كشاف اللاعبين الهاوي قبل أن نراهم اليوم نجوم في أنديتهم المختلفة، استطاع أن يتنبأ بأنهم سيكونوا نجوم في عالم كرة القدم سواء على المستوى المحلي أو العالمي، وبالتأكيد ما يقدمه هؤلاء اللاعبين وغيرهم الآن يؤكد أنه استطاع أن يكسب رهانه على كل هؤلاء وأكثر.

 

أول من تحدث عن ديانج

 

«أنا أول شخص تحدث عن ديانج لاعب النادي الأهلي حاليَا»، تعرف «عبد الحميد» على اللاعب المالي من خلال ترشيح شاب جزائري شاهد محتوى الصفحة الخاصة به، وطلب منه أن ينظر على مواهب الدوري الجزائري وبالأخص الموهبة المالية، الذي لفت انتباه بشكل كبير وبدأ يعرف الجميع بتلك الموهبة حتى وصل الأمر إلى الكابتن سيد عبد الحفيظ، مدير الكرة بالنادي الأهلي وبدأت من هنا متابعة نادي القرن في إفريقيا إلى اللاعب المالي.

 

حب كرة القدم هو من دفع المحامي الحر إلى الاتجاه إلى هذا الطريق وممارسة استكشاف الموهوبين في كل العالم وليس في مصر وإفريقيا فقط، إذ قدم المئات من التقارير حول مواهب مختلفة من كرة القدم قبل السنوات، وهؤلاء المواهب هم أبرز نجوم العالم في الساحرة المستديرة في وقتنا الحالي: «الحمد لله ده توفيق من ربنا أولًا وأخيرًا، والحمد لله أنا موهوب في هذا الأمر لأن الموضوع مش مرتبط فقط بجودة اللاعب أو هامش تطوره لكن أمور أخرى كثيرة».

 

داتا كاملة وأحلام كبيرة

 

طريقة عمل كشاف اللاعبين الهاوي، لا تقتصر فقط على مشاهدة مبارياته بل يقوم بعمل قائمة بيانات كاملة عنه كما يشاهده بطرق مختلفة ومن زوايا معينة وفي ظروف متنوعة: «الأمر قائم على العلم والدراسة كذلك».

 

تعاون المحامي مع أكثر من نادي مصري في ترشيحات لاعبين ولكن بشكل غير مباشر من  خلال وكلاء لاعبين، إلا أنه حتى الآن لم يتحصل على أي مقابل مادي عن هذا الدور بل يمارسه، ورغم ذلك يتمنى أن يكمل مشواره بنفس الطريق مع أنه لا يملك الوقت الكافي بسبب طبيعة عمله كمحامي، ويتمنى أن يتحصل على ورش من الخارج لكن التكاليف المادية تظل عائق، خاصة أن أسعار الكورسات المعتمدة من قبل الاتحاد الإنجليزي لـ scouting تتخطي حاجز الـ 1000 جنيه إسترليني.

 

ويأمل المحامي أيضًا أن تنتشر فكرة كشافين اللاعبين في مصر، وأن يقدم برنامج على أحد المحطات العالمية خاصة باستكشاف اللاعبين، وأن يؤسس منصة تضم مواهب كرة القدم وتكون السبب في معرفة الناس بحجم تلك المواهب: «نفسي أساعد الموهوبين الحقيقيين، إنهم يقدروا يوصلوا لدوريات أوربية كبيرة».

الوسوم: المعافرون