راية التحكيم أنقذت حلم «محمد» في كرة القدم: «طريقي البديل للنجاح»
كتبت: شيماء رمضان سيد
أحلام كثيرة
تداعب خيالتنا ونسعى بكل الطرق لنحققها، لكن في النهاية النتيجة ليست مضمونة، فمن
الوارد أن تقوم بكل شيء كان من الممكن أن تفعله ولا تصل إلى حلمك أو هدفك، وقتها
تجد نفسك أمام طريقين إما الإحباط والاكتئاب والاستسلام، أو المحاولة نحو هدف آخر
دون كلل أو ملل، وهو الطريق الأصعب الذي لا يختاره إلا أصحاب العزيمة القوية
القادرة على تخطي كل الصعاب، مثل بطل حكايتنا اليوم «محمد»، الذي لم تخدمه ظروفه
الحياتية ليصبح لاعب كرة قدم محترف رغم موهبته الكبيرة، فاختار طريق أخر يسعى
خلاله وفي نفس الوقت لا يبعده عن عالم الساحرة المستديرة، فكانت راية التحكيم التي
أعطته من النجاح ما رفضت أن تعطيه له كرة القدم.
محمد سليمان، حكم
راية، خريج كلية التربية الرياضية، يقطن بمحافظة بني سويف الذي بدأ حبه لكرة القدم
منذ طفولته علي يد الأخ الأكبر له، الذي ساعده لينضم لفريق مركز شباب «ببا»، وخلال
تلك المرحلة نجح في إثبات قدراته كهداف لدوري منطقة بني سويف أكثر من موسم: «بس
المشكلة ملقتش وقتها اهتمام من المسؤولين ولا أي تكريم»، وفق ما يرويه «محمد» في حديثه مع «الفيتشر».
صعوبات
وتحديات
ثورة 25 يناير
2011، وتوقف النشاط الكروي في مصر خلالها، ومن بعد ذلك مذبحة بورسعيد 2012، كانت
من الأسباب المحورية في ابتعاد خريج كلية التربية الرياضية عن كرة القدم: « كانوا من
أكبر الأسباب التي أثرت علي حلمي كلاعب كرة قدم لان سني وقتها تخطى حاجز الـ 14
سنة، وهذه أهم فترة في حياة الناشئين»، ولم يكن ابن محافظة بني سويف التي حطمت هذه
الفترة أحلامه في كرة القدم فقط، بل كانت السبب في القضاء على أحلام عدة أجيال
كاملة، وفق ما يقوله «محمد».
دوري بيبسي
«أكثر موقف أتظلمت
فيه لما كنت في التصفيات النهائية لـ دوري بيبسي الخاص بطلاب المدارس، رغم إني كنت
أفضل لاعب قدم أداء في الاختبارات بشهادة الجميع وأحرزت هدفين ولكن حصل الأمر المعتاد
وهو الظلم الذي يواجه لاعيبن كثيرة في مسيرتهم واختيار ناس لا تستحق بدلًا منهم»،
يتذكر «محمد» أحد المواقف التي يرى بأنه تعرض للظلم بها وكانت من الأسباب التي
أبعدته عن حلمه في احتراف كرة القدم.
هداف الموسم
أخر موسم لعب
فيه «محمد» رفقه ناديه كان موسم 2016، والذي يراه من أفضل مواسمه كأداء ونتيجة،
بعد أن ساهم رفقة زملائه في الحصول على بطولة منطقة بني سويف، كما نجح في التحصل
على لقب هداف البطولة برصيد 11 هدف أحرزها خلال 10 مباريات فقط.
طريق بديل
وحلم كبير
بعد التحاقه بكلية
التربية الرياضية ظن أنها من المحتمل أن تساعده علي تحقيق حلمه، ولكن حصل العكس تمامًا،
بعدما أنهت علي الأمل البسيط الذي كان يسيطر عليه حينها، بسبب كونها كلية عملية
تشترط الحضور اليومي وجهد كبير للتميز بها: «ولم أجد وقت حتى أنضم لأي نادي».
فوجد نفسه
أمام خيارين إما الاهتمام بمستقبله الدراسي، أو السعي وراء أمله البسيط في أن يصبح
لاعب كرة محترف ومشهور، فاختار الاهتمام بدراسته خاصة بعدما أصبح شاب في مقتبل
العشرينات، لكن حبه لكرة القدم جعله لا يستغنى عنها بشكل كامل، واتجه نحو التحكيم
بعد نصيحة مدربه السابق كابتن سيد عطا: «والحمد لله من وقتها وأنا حكم، وبحمد ربنا
إني أتقبلت في اختبارات التحكيم سنة 2018، وبحلم إني أكون في المستقبل حكم دولي،
وإني أوصل في التحكيم، لمكانة كبيرة، لم أستطيع الوصول إليها كلاعب».