التوعية بـ «ملخ الولادة».. مبادرة «دينا» لإنقاذ الأطفال من إصابة محتملة
كتبت: هدير
عبد الحميد
ذات يوماً قال
رجلاً حكيماً بأن القوة لا تأتي من المقدرة الجسدية، إنما تأتي من الإرادة التي لا
تقهر، وما يؤكد صحة تلك الكلمات هو ما حدث مع «دينا»، بطلة حكايتنا اليوم التي حولت
معاناة عايشتها مع أعراض صحية لم تفهم أسبابها لسنوات طويله، قبل أن تدرك أن السبب خطأ طبي يؤدي إلى ما يسمى بـ «ملخ
الولادة» وكذلك «شلل إرب»، إلى حملة كبيرة هدفها نشر الوعي حول هذا الأمر، حتى
يقلل من نسب حدوثه وكذلك يتم التعامل معه في الوقت المناسب حال اكتشافه، والفضل في
كل ذلك يرجع إلى إرادتها القوية.
دينا مجدي، بدأت تتعرف على «ملخ الولادة» قبل 6 أعوام، حين بدأت تلاحظ عجز بسيط في يدها اليسرى إلى جانب أعراض أخرى بدأت تشتد عليها،
وبعد الكثير من الزيارات لأطباء مختلفون لم تستطيع التوصل إلى تشخيص سليم يوضح سبب
تلك الحالة: «عانيت من الموضوع ده كتير أوي زمان، ومكنتش عارفة أنا بمر بإيه وخصوصاً
بعد ولادة طفلي الأول كانت الأعراض زايدة جداً
ومكنتش قادرة اشيله أو اهتم بيه» حسب ما تقوله «دينا» في حديثها مع «الفيتشر».
فضول ومعرفة
«دينا» ذات الـ٣٤
عاماً بدأت بالبحث لمعرفة ما تمر ب عبر شبكة الإنترنت وقراءة الكتب المختلفة، حتى توصلت
إلى الوصف الدقيق وهو «الإرب» أو ما يعرف بـ «ملخ الولادة»: « شلل الولادة بيكون نتيجة
خطأ الطبيب، لأن الطفل في الشهور الأخيرة من الولادة بيكون حجمه ـكبر من حجم الحوض،
أو بيكون عند الأم سكر حمل وبيزود برضو حجم الطفل، فالمفروض تتم الولادة قيصرية مش
طبيعي، لأن لحظة شد الطفل بطريقة غلط بيقطع الضفيرة العصبية المسؤولة،عن الحركة في
الجسم»، ولم تكتفي الأم في معرفة الأسباب التي تؤدي إلى هذه الإصابة، بل عملت كذلك
لفترة طويلة في البحث عن الحلول والعلاج، خاصة أن هناك حالة جهل كبيرة وعدم وعي
بهذه الإصابة في مصر.
الحل في
العلاج الطبيعي
وبعد تواصلها مع
عدة أطباء أدركت أن العلاج الطبيعي في وقت مبكر من اكتشافه هو الحل الأمثل للشفاء وجعل
الذراعين أكثر مرونة ويجب اهتمام الأطباء بحالة الأم أثناء الحمل ومتابعتها جيداً وعدم
التساهل مع لحظة الولادة: «العلاج الطبيعي المفروض يتعمل للمولود ككشف مبكر، يكون بعد
شهر بنشوف إيديه ورجليه تمام والحركة فيهم كويسة ولا لاء»، كما يجب على كل طبيب أن
يتحمل أخطائه، وكذلك يجب أن تكون هناك محاسبة ومسؤولية قانونية.
وتشير «دينا» إلى
أن أكبر معاناة يتعرض لها الطفل عندما يكبر فيما بعد، تتمثل هي عدم تفهم الناس وتقديرهم
لحالته وليس هذا فقط بل وتصل أيضاً إلى التقليل من مرضه، لذلك ترى أنه من الضروري أن
يكون هناك عمل متواصل لزيادة وعي الناس
بتلك الحالات: «الناس بتتعامل مع المصاب على أن دي حاجة بسيطة مادام دراعه ما اتقطعش،
مع انها بتكون شبه مقطوعة لأن الإحساس فيها متوقف!».
جروب على فيس
بوك
بعدما أدركت «دينا» الحالة والعلاج قررت بأن تشارك ما تعرفه مع أصدقائها من خلال جروب على فيس بوك
لنشر التوعية اللازمة لكل أم: «مهم جداً جداً إننا نوعي الأهالي والأطباء كمان، لأن
في دول العالم مهتمين جداً بالموضوع ده وبيعالجوه من الأول قبل ما يتطور للأسوأ، لكن
هنا لو دكتور علاج طبيعي مش هيعرف يشخص الحالة كويس عشان مسمعش بيها قبل كده، فكان
لازم نوضح للناس إن فيه حالات الخطأ فيها بيضر بني آدم عمر كامل».
تمت المهمة بنجاح
نجحت دينا في توصيل
رسالتها واثبات حالتها عبر ظهورها في لقاءات تلفزيونية مؤكدة فيها على أهمية التوعية
والعلاج وانتشرت مبادرتها على نطاق واسع وتم التعاون مع العديد من الأطباء لنشر ثقافة
الوعي بالمولود للحد من هذا الأخطاء الطبية وتم الوصول لحالات مشابهة ومعرفة العلاج
المناسب لها.
حلم جديد
وتتمنى «دينا»
أن تنال مبادرتها اهتمام وزارة الصحة، حتى تساهم بشكل أكبر في زيادة وعي الناس
بتلك الإصابة مما قد يساعد في تجنبها والتقليل من نسبة حدوثها: «نفسي جداً الموضوع
ده يوصل لوزارة الصحة، والمبادرة تكون شيء أساسي زي التطعيم بالظبط وشاملة العلاج النفسي
والسلوكي، عشان يكون عنده توعية وتصالح مع حالته
لحد ما نوصل إن الحالات اللي زي كده تختفي تماماً وتتعرف على انها إصابة مش
مرض».