جاري تحميل ... الفيتشر

مدونة المعافرين في الأرض

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

حكاية

لماذا لا يأكل اليهود الأرانب؟.. حلقة جديدة من «نعكشة في التاريخ»

أرانبإعداد: إسلام كمال


في حلقة جديدة من سلسلة «نعكشة في التاريخ»، يكشف الكاتب الصحفي إسلام كمال، عن السر وراء رفض اليهود تناول لحوم الأرانب؟...


أتجولُ كعادتي في السوق، تضرب أُذُنيَّ نداءات الباعة يروجون لبضاعتهم، تعلو الأصوات، يختلط بعضها ببعض ويتداخل دون رابطة تجمعها: "ملوخية حمام"، "خيار لوبيا"، "طماطم مجنونة"...

 

لم أكترث أول الأمر؛ ابتاع خضار وأمضي، ما للسوق وأسئلتي الوجودية؟! تدريجيًا بدأ الموضوع يؤرقني، وعبثًا بدأت أبحث عن تفسير يربط الملوخية بالحمام والخيار باللوبيا، وصلت في النهاية إلى تبرير يجمع بين الملوخية والحمام، ربما اقترن طبخ الملوخية بالحمام في الماضي، لأن عمل الملوخية الآن يقترن بالأرانب، كل شيء جائز، في الماضي كانت الملوخية طعام الملوك والآن طعام الملوك والصعاليك معًا.

 

أعادتني ذكرى الأرانب إلى الماضي وقبل سنة بالتحديد، عندما حضرت ندوة بالصدفة كان يُقيمها رجل تجاوز الستين بقليل، كانت أسبوعية، مفادها أن يقرأ الرجل كتابًا من اختياره، ثم يجلس إلينا ويقص ما جاء في الكتاب، ولا ينسى أن يمارس علينا دور الأب وينقل لنا خبرته الحياتية الكبيرة، مجرد ثرثرة وهراء، وكانت المسابقة التي يقيمها مندوحة لنا لاحتمال ثرثرته، عبارة عن أسئلة عامة، ومن يُجيب على سؤال يأخذ كتابًا هدية، ومن السفه أن أذكر أنه أرجأ المسابقة إلى آخر الندوة؛ وإلا كان الجميع بعد حصولهم على الكتاب سيختلقون ألف عذر ليخلعوا تاركين الرجل المسكين وحيدًا، كانت الكتب بمثابة تعويض أو بدل ثرثرة.

 

في إحدى المرات كان السؤال: لماذا لا يأكل اليهود الأرانب؟ وبعد أن لم يجد سوى الصمت المطبق، كصمت المقابر، تبّرع هو بالإجابة قائلًا: "لأن الأرانب تحيض مثل المرأة!" لم أفعل ما فعلته البنات الحاضرات من وضع اليد على الفم، أو ضرب الصدر باليد، وما إلى ذلك من التصرفات العجيبة تعبيرًا عن الصدمة، فأنا لا أطيق الأرانب أصلًا.

 

رغم ما حدث، لم أخرج صفر اليدين، كسِيف البال، بل خرجت ويدي مطبِقة على كتاب بفضل أم كلثوم التي أجبت سؤالًا بشأنها (متشكرين يا ست)، ولعل الله قد ترفق بالرجل لأني لولا الكتاب في يدي لكانت تطبق على شيء آخر كزمارة رقبته، بسبب الساعة التي سرقها من عمري وشغلها بالهراء.

 

يمكن ربط الخيار باللوبيا على اعتبار أن الخيار نحيل مثل اللوبيا، وكلما صغر حجمه كان أفضل وازداد سعره، بينما الطماطم مجنونة لأن سعرها غير مستقر، تارة  بـ10جنيهات وتارة بجنيه واحد.

 

حمدتُ الله أنيّ توصلت إلى تفسير حتى ولو كان خاطئًا، لكن دماغي "الطاقّة" التي لا تكف عن فرز الأسئلة صدمتني بطرح سؤال آخر: لماذا الخيار اسمه خيار؟ لمه لا يكون طماطم مثلا؟ وهل سُميت اعتباطًا أم لها اصل؟!

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *