أدوية وتحاليل وفحوصات بأسعار رمزية.. غلابة الصعيد في عيون أطباء «جرجا»
بعض الأطباء القائمين على مبادرة توفير الأدوية والتحاليل والفحوصات للمرضى غير المقتدرين بأسعار رمزية
كتبت : هدير عبد الحميد
«العيان الغني
هو اللي بيدفع لكن العيان الغلبان ربنا هو اللي بيدفعله»، مقولة شهيرة متداولة جاءت
على لسان الدكتور علي حسيب، أستاذ الجراحة العامة وجراحة الأطفال بكلية الطب القصر
العيني، خلال حفل تخرج دفعة جديدة من طلاب كلية الطب جامعة الأزهر الشريف والذي
أقيم قبل عدة أسابيع، في محاولة منه لحث الأطباء الجدد على الاهتمام بكل المرضى من
محدودي الدخل وغير المقتدرين ماديًا.
المقولة
الشهيرة نالت استحسان الكثير من رواد مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة،
لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن بمركز جرجا التابع لمحافظة سوهاج، أجيال مختلفة من
الأطباء، يمارسون العمل الخير والتطوعي ويسارعون في تقديم الدعم الطبي لغير
المقتدرين، مستهدفين غاية أسمى وأعلى من المقابل المادي بكثير خاصة وسط الغلاء المعيشي
الذي نشهده في العصر الحالي.
بداية الحكاية
في البداية قرر
بعض الأطباء عند مزاولة مهنتهم بعمل تخفيضات دائمة وشاملة لغير المقتدرين و ليست مقتصرة
على فترة زمنية معينة.
ثم بعد ذلك تطورت
الفكرة وانتشرت المبادرة على إحدى جروبات التواصل الاجتماعي على فيس بوك التابع لمركز
جرجا يُدعى «بيتي سر حياتي» على نطاق أوسع، حيث شملت كل التخصصات وتقديم كل الدعم والمساندة
لأهل القرى المجاورة بأسعار مخفضة وأيضاً حالات أخرى مجانية بالكامل في مشهد مميز لا
يتكرر كثيراً.
أبطال الحكاية
وبالبحث والاستفسار
لمعرفة تفاصيل أكثر تم التواصل مع أصحاب هذه المبادرة وهم: الدكتور مصطفى عابدين أخصائي النساء والتوليد والعقم
بجامعة عين شمس، الذي أوضح في تصريحه لـ «الفيتشر» بأن الكشف المخفض يقام دائماً بيوم
واحد في الأسبوع ويتم أيضاً التعاون مع الجمعيات خيرية لتسهيل إجراءات الكشف والعلاج
لغير القادرين.
وبسؤال هبة البنداري،
دكتورة أمراض الباطنة والقلب والكلى وعضو الزمالة المصرية، عن المبادرة، قالت إن هذه
المبادرة كانت بمثابة وعد وجب أن توفيه وإهداء أيضاً لروح والدها القدوة الدكتور محمد
البنداري، عند افتتاحها العيادة الخاصة بها وبالفعل قامت بتخصيص يوم في الأسبوع ويتم التعاون مع مؤسسات خيرية وتم الوصول وعلاج
حالات كثيرة.
ومن جانبها استكملت
الدكتور أسماء قناوي، أخصائية علاج طبيعي والسمنة والنحافة الحديث : «أنا عاملة يوم
مخفض ليه سنين وشغال حلو و طبعاً المبادرة
كانت نوع من أنواع التعريف لبعض الناس اللي معندهاش علم وكمان الناس اللي عندها
حياء تطلب تخفيض بلسانها ف المبادرة دي يمكن قصرت الطريق لناس كتير وبالرغم إن فيه
ناس كتير بتفهم ده غلط وانه دعايا أو المكان مش شغال أنا مستمرة ومكملة والحمد لله
الفكرة ناجحة» حسب ما قالته لـ «الفيتشر».
ولم تقتصر هذه المبادرة فقط على الأطباء بل شملت
أيضاً أخصائيين التحاليل فتم التواصل مع الدكتورة دعاء البنداري، والتي أوضحت أن التخفيضات
لا تتم فقط على هذه المبادرة، بل تتم بشكل أكبر للقرى المجاورة ويتم التعاون مع المؤسسات
الخيرية والدينية للتكفل بثمن التحاليل.
ومن ناحية أخرى
قالت الدكتورة يسرا عماد أخصائية تحاليل، إن قبل عمل هذه المبادرة وعند افتتاحها المعمل
الخيري الخاص بها قررت أن لا تكلف المريض شيئاً رغم عنه وأن تخصص كامل وقتها وتعاملاتها
مع الفئة الأكثر احتياجاً للتحاليل والعلاج عن غيرهم، خاصة أن هناك أطباء يقومون بترشيح
معمل ما للمريض وبالتالي يكلفه أموالاً هائلة من أجل تقاسم الأرباح معاً وهذا لا يكون
في صالح المريض، لكن في حال إن كان الخير والمساعدة هما الهدف لا يهم بعد ذلك المكسب.
واختتم الدكتور
أحمد عثمان نجم أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة وعلاج «الصفرا» والجفاف بجامعة أسيوط
الحوار فقال إنه يقوم بنفسه فقط بتقديم الدعم والتخفيض دون التعاون مع أي مؤسسات حكومية
أو خيرية وتم علاج ٥٠٠ حالة لغير القادرين ويتمنى أن يتم عمل تأمين صحي شامل للأفراد
ردود أفعال إيجابية
هذه ليست نهاية
الحكاية بل بدايتها، فلقد لاقت هذه المبادرة نجاحاً كبيراً وسط الناس وتم الوصول لحالات
كثيرة وعلاجها وتمنوا بأن جميع الأطباء في كل مكان في مصر يأخذوا هذه الخطوة في علاج
الغير دون النظر لمقابل مادي.