قصة نجاح على أرض أوربا.. «المصري» يؤسس شركة للخدمات الإعلامية في ألمانيا
كتب: محمد خاطر
بنظرة سريعة
لكل قصص النجاح التي قرأتها أو استمعت إليها في يومًا من الأيام، تجد أن هناك
دائمًا عامل مشترك يجمع بين كل تلك القصص مهما اختلفت تفاصيل كل واحدة منهم، يكمن
في الإصرار الذي تحلى به بطل الحكاية واختاره درعه الخاص لمواجهة كل الصعاب التي
تقف في طريقه نحو هدفه، وهو ما يؤكد عليه حكاية الشاب محمد المصري في ألمانيا،
الذي نجح بفضل إصراره ومواصلة سعيه في تحقيق هدفه ويصبح أول مصري يؤسس شركة خدمات
إعلامية بألمانيا، وليس هذا فقط بل تمكن كذلك من جذب الأنظار إليها إضافة إلى كسب
ثقة العديد من المؤسسات الإعلامية والثقافية في ألمانيا والاشتراك معهم في إنتاج
الكثير من المحتوى الإعلامي المتنوع بمختلف أشكاله.
محمد عبد الرحيم والمعروف والمشهور بـ «محمد
المصري»، بدأت رحلته مع ألمانيا قبل 11 عام، بعد أن أنهى دراسة إدارة الأعمال في
مصر، ليصدم بأولي العراقيل في مشواره حين لم يستطيع أي عمل يناسب تخصص دراسته،
فقرر دراسته الإعلام المرئي وبالأخص المؤثرات البصرية: «وحينها تحصلت على ورش في
التصوير والإخراج والمونتاج وتصميم الجرافيك من مؤسسات ألمانية وكذلك من بعض
القنوات التليفزيونية»، وفق ما يرويه «المصري» في حديثه مع
«الفيتشر».
تأسيس شركة في
ألمانيا
كل هذا
التأهيل كان البذرة التي وضعت «المصري» على طريق تأسيس شركة تقدم كافة الخدمات
الإعلامية باسم «orient media» قبل حوالي 4 سنوات وبالتحديد نهاية
عام 2018، ولم تحتاج تلك المؤسسة الناشئة إلى وقت طويل حتى تستطيع تحقيق نجاحات
الملحوظة من خلال تقديم أعمال مختلفة تعاونت فيها مع العديد من المؤسسات
الألمانية، قبل أن تحل أزمة وباء كورونا على العالم بأكمله، والتي كادت أن تعصف
بشركة «المصري» وتغلقها.
لكن إصراره
وقت كحائظ الصد من جديد نحو تلك الأزمة العالمية التي عصفت بالكثير من الشركات
والدول حول العالم: «الاستسلام كان مرفوض بالنسبة ليا خاصة بعد ما أغلب موظفين
الشركة تركوا العمل لعدم وجود أي عقود تشغيل لهم».
قناة على
مواقع التواصل الاجتماعي
والحل الذي
لجأ إليه «المصري» لمواجهة تلك الأزمة كان إنشاء قناة خاصة بشركته على «فيس بوك
ويوتيوب»، وكانت الفكرة حينها تقديم محتوى ترفيهي يستهدف تسلية الناس أيام الحظر
والإغلاق إلى جانب محتوى أخر هدفه مساعدة المصريين والعرب على فهم واستيعاب طبيعة
الحياة في ألمانيا، عبر فيديوهات قصيرة وبودكاست.
ولم يحتاج
محتوى شركة «المصري» إلى وقت طويل حتى ينال إشادة الكثيرين بنا في ذلك وزارة
الهجرة المصرية، كما ساعدهم في إجراء شراكة مع مؤسسة تعليمية ألمانية لتقديم محتوى
للتعليم الأون لاين: «والحمد لله الشركة رجعت من تاني بنسبة 30%»، وأصبحت محط
أنظار العديد من منظمي الأحداث المهتمة بالشركات الصاعدة في مدينة فرانكفورت
الألمانية.
خطة المستقبل
وفي الوقت
الحالي تعمل شركة «المصري» على أكثر من مشروع إعلامي وفني يراهن عليهم لتكون خطوة
في طريق عودة شركته إلى سابق عهدها قبل أزمة كورونا، ومن بينها فيلم قصير عن الحرب
في سوريا يتناول قصة لجوء أسرة سورية إلى ألمانيا، إلى جانب فيلم روائي طويل يجمع
بين الدراما والأكشن مأخوذ عن قصة حقيقية لـ 3 شباب من مصر وسوريا والمغرب واجهوا
الكثير من الصعاب والتحديات بعد سفرهم إلى ألمانيا.
ويأمل
«المصري» أن يحقق تعاون لشركته مع وزارتي الثقافة والسياحة في مصر، حتى يساعدوا
بخبراتهم الإعلامية في الترويج للسياحة المصرية بألمانيا ومختلف الدول الأوربية،
إضافة إلى تنظيم بعض الفعاليات الثقافية بقارة أوربا بأكملها، خاصة أنه يرى بأن
الثقافة والفنون بشكل عام هم أقصر الطرق لتحقيق التقارب بين الشعوب.