فنان الصعيد.. «مينا» يعلم الرسم بالمجان: «بحبه من صغري»
كتب: محمد خاطر
«إن كنت تجيد
فعل شيء ما، فلا تقم به أبدًا بالمجان»، جملة شهيرة يعرفها الكثير من الناس ويؤمنون
بها، لكن بطل حكايتنا اليوم «مينا» يبدو أنه لا يؤمن بمعنى تلك الجملة ولا يهتم
حتى بمعرفتها، فبعد أن قطع مشوار طويل في تعليم نفسه للرسم لدرجة جعلت منه أحد أهم
رسامي الصعيد بأكمله، تطوع لتعليم الرسم داخل كنيسته لكل من يرغب في ذلك، والنتيجة
كانت تعليمه لعدد ليس بالقليل حتى الآن من المواهب: «أنا بحب الرسم من صغري وبتمنى
أقدر أعلمه لكل من يحبه».
مينا سامي
سليمان، رسام يقطن بمحافظة أسيوط، يبلغ من العمر 21 عام، بدأت حكايته مع الرسم من
المدرسة، إذ كان يحاول تقليد كل الرسومات التي يجدها على كتب المدرسة، كما كان
يرسم على كل ما هو ممكن أن يرسم عليه بما في ذلك وجه ويده: «طول ما كان معايا قلم
مش بسكت، لاء برسم أي حاجة وعلى كل حاجة»، وفق ما يرويه «مينا» في حديثه مع
«الفيتشر».
تعليم رسم في
الكنيسة
واعتمد رسام
الصعيد على التعليم الذاتي لتطوير مهاراته وقدراته: «تعلمت كل حاجة بنفسي من غير
كوروسات ولا دروس»، ولهذا حين أتيحت له الفرصة لتعليم كل من يحب الرسم لم يتأخر عن
تحقيق ذلك بل كان سعيد للغاية وهو يعمل عليه، وينتظر الانتهاء من فترة تأديته
للخدمة العسكرية خلال الفترة الحالية، للعودة لتعليم الرسم داخل الكنيسة: «عملت
عندنا مجموعتين لتعليم الرسم عندنا في الكنيسة كخدمة والحمد لله كلهم دلوقتي حاجة
حلوة خالص في الرسم رغم سنهم الصغير».
تعرض «مينا»
خلال رحلته مع الرسم للكثير من السخرية والعبارات السلبية المحبطة، لكنه لم ينتبه
لكل ذلك وأصر على استكمال مشواره، الذي يتمنى أن يتوجه في نهايته بافتتاح المرسم
الخاص به، وأن يشارك في الكثير من المعارض الفنية حول العالم: «كمان نفسي أسافر
وأزور متحف اللوفر في باريس».