جاري تحميل ... الفيتشر

مدونة المعافرين في الأرض

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

مقال

الكلاب ترى الحياة باللونين الأبيض والأسود.. أشهر 50 خرافة في علم النفس

كلب

كتب: إسلام كمال

 

في قديم الزمان، غاب شخص اسمه خرافة عن قبيلته مدة كبيرة، ثم عاد يحدثهم عن السحر وحكايات الجانّ والماوراء، لم تصدقه القبيلة واستخفت به وبحكاياته، وصاروا يقرنون اسمه بالمرويات والأخبار التي لا تتسق أو تستقيم مع المنطق ولا علاقة لها بالعقل، ويصفونها بأنها قول خرافة.

 

الخرافة في قاموس التراث الأمريكي تعني: «اعتقاد أو قصة شهيرة لكنها خاطئة أصبحت مرتبطة بشخص أو عادة» ويقول الكاتب التشيكي فرانز كافكا: «على الكتب أن تكون تلك الفأس التي تذيب أو تهشم بحر الجليد المتجمد فينا" كتاب "أشهر 50 خرافة في علم النفس» من هذه النوعية من الكتب التي يقصدها كافكا، كتاب صادم ويضعنا في المواجهة أمام جهلنا، يفكك ويصهر ويحلل كل المعتقدات السابقة، يصحح بعضها حينًا وينسف بعضها أحيانًا، يمحو الخرافات وإنصاف الحقائق، يدحض الشائع من القول ويشكك في المسلمات ويعيد ترتب وصياغة الأفكار والمعلومات.

 

هناك الطب الشعبي وهناك أيضًا علم النفس الشعبي، والذي لا يفرق بين العامة وأهل التخصص، خاصة أن في الغالب يكون المصدر والمغذي والمنتج لهذا العلم الشعبي هما أهل التخصص، سواء عن قصد لغرض ما أو عن غير قصد لقلة خبرة ونقص معلومات.

 

غلاف كتاب أشهر 50 خرافة في علم النفس
غلاف كتاب أشهر 50 خرافة في علم النفس 

تاريخ الخرافات

 

يتناول الكتاب تاريخ الخرافات ويعيدها إلى مصدرها في مناقشة نقدية متزنه، ويبدأ بجملة مفتاح لكارل بوبر: "لابد أن يبدأ العلم بالخرافات وبنقد الخرافات" والتي تعبر عن الهدف والغاية من الكتاب، ويعرض صور بعض الخرافات مثل الوسطاء الروحانيين وتجارب الخروج من الجسد وجهاز كشف الكذب، ويعيب وينقد البرامج التلفزيونية والإذاعية والأفلام والمسلسلات وبعض الكتب التي ساعدت على انتشار ورواج هذه الأكاذيب التي لا تمت للواقع أو للحقيقة بصلة.

 

ويطرح بعض العبارات الموروثة مثل: الأضداد تتجاذب في العلاقات العاطفية، العصا لمن عصى، الألفة مجلبة للاستخفاف، الأمان في الكثرة... ويصححها؛ فالأضداد لا تتجاذب في العلاقات العاطفية ويجب أن تتوافق الأطراف في الشخصية والمواقف والقيم حتى لا يكون التصادم، كما أنه ليس بالضرورة أن يؤدي العقاب إلى تحسن سلوك الأطفال، إضافة أن الألفة تجلب الراحة وتذيب الجليد لا الاستخفاف، وبالطبع الكثرة لا تعني الأمان؛ يقول الشاعر عباس بيضون: «أعيش محاطا بكل هؤلاء الذين جعلوني وحيدا!».

 

أرسطو الأذكى

 

أرسطو أذكى البشر الذين عاشوا على وجه الأرض كان يظن أن المشاعر تنبع من القلب لا العقل، والنساء أقل ذكاء من الرجال، وعدد أسنان النساء أقل من عدد أسنان الرجال، والشمس تدور حول الأرض، إذن، درجة الذكاء العالية لا تقي الشخص من تصديق الخرافات، وخرافات أرسطو ظلت عائق أمام تقدم العلم لسنوات ولكنه أيضًا أسس علم المنطق، كان يفكر حتى لو تجاوزنا تفكيره بحكم السنين، كان تفكيره هو البداية ونقطة الانطلاق، ولولا الخطأ ما عرفنا الصواب.

 

هناك بعض المعوقات التي تحول دون التفكير العلمي والنقدي منها تناقل الأحاديث دون تحرى مدى صدقها أو منطقيتها، والرغبة في الأجوبة السهلة والحلول السريعة، والإدراك الانتقائي والذاكرة الانتقائية التوفيقية حيث نرى الحياة بعدسات مغلفة بميولنا وآمالنا، فضلًا عن الطرح المضلل والخلط بين المصطلحات.

 

تناول الكتاب بعض الخرافات تحت عنوان «قدرة المخ.. خرافات حول المخ والإدراك» ومنها:

 

معظم الناس لا يستخدمون إلا 10٪ فقط من قدرة المخ.

 

يستخدم البعض جانب المخ الأيمن ويستخدم البعض جانب المخ الأيسر.

 

الحاسة السادسة ظاهرة علمية ثابتة معترف بها.

 

يصاحب عمليات الإدراك البصري خروج انبعاثات طفيفة من العينين.

 

بإمكان الرسائل اللاشعورية أن تقنع الأفراد بشراء المنتجات.

 

ترى الكلاب الحياة باللونين الأبيض والأسود.

 

أما النقطة الأخيرة فهذه خرافة عامة، فقد كنت أردد منذ أيام الخرافة نفسها، وكان من واقع إني قرأت المعلومة هذه في كتاب أخر، لكن تاريخ إصدار الكتاب كان قديم بعض الشيء، قبل 40 سنة على الأقل، وبالطبع هذا الكتاب أحدث بكثير، وعلى حسب ما جاء في هذا الكتاب فأن الكلاب لا تستطيع أن تميز بين اللونين الأحمر والأخضر لكن يمكنها أن تتعرف على عدد من الألوان منها الأزرق والأصفر، أردت أن أذكر هذا الأمر لنقطتين، الأولى أن العلم غير ثابت ومتطور باستمرار، والثانية عدم العنجهية والغرور، لأن كل ما يقرأ الشخص عدد كتب أكثر يكتشف مدى جهله وضآلته، وده عكس الشائع.

 

إذن الحكاية حكاية فكر وجهل مستشرٍ،  تاريخه طويل، وليس الجهل بمعناه الضيق الذي يقصد الشخص غير المجيد للقراءة والكتابة، ولكن الجهل بمفهومه الأوسع، هناك خريجون جامعات جهله! وهم أكثر خطورة من أهل الجهل الضيق، لأن الجاهل البسيط يعرف انه جاهل ويتواضع أمام خريج الجامعة، ولكن الجامعي متعجرف؛ يظن أنه يفهم في كل شيء، لأنه فقط يحمل شهادة عليا، والطريف أن زبائن الدّجال لا يخلون من خريجي الجامعات.

 

للجميع عقل، وكلنا يمكنه التفكير، ولكن هناك تفكير ساذج وآخر علمي، هناك تفكير إيجابي وتفكير سلبي، وعلى الشخص أن يختار إما أن يكون مرددًا مُسلِّمًا بكل ما يسمعه وإما أن يتحرى مدى صدق الخبر، وأن يتحلى بعقل نقدي ويؤمن بفضيلة الشك البنّاء من أجل الوصول إلى حقيقة أو جزء منها أو يعطل ويجمد عقله ويترك غيره يفكر له.

 

 

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *