حكاية
«الذوق مخرجش من مصر».. قصة خالدة من ملفات مصر القديمة
كتبت: جهاد طه رزق
حينما تُقرر زيارة شوارع مصر القديمة، ستجد قصص لم تكن
تعلمها وسوف ترى منها العبرة الخالدة إلى يومنا هذا، فمصر دائمًا مليئة بالقصص التراثية
الجذابة، ومن خلال «الفيتشر» سوف تكون هناك قصة من قصص شارع
المعز لدين الله الفاطمي بالقاهرة القديمة وهي قصة الشيخ «حسن الذوق».
زيارة شارع المعز
ليست مجرد زيارة لشارع يحتوي على بعض الأماكن والآثار القديمة، ولكن في لحظة ما
سيتم انتقالك من عصر لآخر في براهه، وسوف ترى العالم من زاوية لم تراها من قبل،
ودعني اسألك هل فكرت يومًا لو حدثت معجزة وانتقلت لتعيش في عصر آخر؟ عصر يتميز
بالرخاء في كل شيء ماذا سوف تفعل أو عصر يعم عليه الاضمحلال والفقر هل فكرت يومًا
ما الحل حينها؟ وإليكم قصة من قلب التاريخ وهي قصة «حسن الذوق».
مَن
هو الشيخ حسن الذوق؟
هو الشيخ حسن الذوق، ولد بمحافظة القاهرة، وكانت له أصول
تمتد إلى دولة المغرب الشقيقة، عرف الشيخ" حسن الذوق بأخلاقه الكريمة، وكان والده تاجرًا تعلم على يده
التجارة ومعاملة الناس بكل حب؛ لذلك أحبه الناس بإخلاص حتى الفتوات كانوا يحبونه
ويخشونه في ذات الوقت، حيث إن كان يتدخل لحل المشكلات والنزاعات بينهم وبين عامة
الناس، مما أدى إلى نشر العدل والاستقرار بداخل مصر القديمة.
الشيخ حسن الذوق ونظم الشعر
اشتهر الشيخ حسن الذوق بنظم الشعر في مدح الرسول صلي الله
عليه وسلم، وقيل عنه كانوا من المتصوفين الزاهدين، كما كان يقول الشعر في مدح
الطبيعة ومناظرها الخلابة، لذلك أحب الناس شعره وطبعه الحسنة التي جعلتنا إلى
اليوم نتحدث عنها.
شعور
الشيخ حسن الذوق بالخزي
بينما كانت الأمور تسير على ما يرام نشب نزاع قوي بين فتوات
المنطقة، ولأول مرة يشعر الشيخ حسن الذوق بالضعف والهزيمة، فقد أحس بالخزي لعدم
استطاعته حل النزاع القائم، وتصاعدت الأمور بعد ذلك للحاكم العسكري فأمر بحبس
هؤلاء الفتوات، لم يستطع حسن الذوق تحمل مرارة الفشل والخزي، فكان شعاره الأبدي
نشر السلام، لذلك فقد قرر الخروج من مصر بلا راجعه.
قرار
الشيخ حسن الذوق بالرحيل خارج مصر
حضر الشيخ حسن الذوق أمتعته وحملها على كتفه، وأعد نفسه
للرحيل خارج مصر، ولكنه قلبه كانت متعلق بكل شيء خاص بمنطقته من شوارع وناس، لذلك
كان حزينًا للغاية لفراقه للمكان الذي أحبه بصدق، فاتجه للخروج من بوابة مصر،
فكلما تقدم خطوتين ينظر خلفه على المكان الذي أحبه بإخلاص، ظل هكذا يتحسر كلما
تقدم بضع خطوات ليخرج من مصر، لم يتحمل فكرة خروجه من مصر، حتى وقع أمام باب
الفتوح.
وفاة الشيخ حسن الذوق
تجمع الناس حوله يحاولون معرفة ماذا أصابه، حتى تأتي
الصاعقة الكبرى بأن حسن الذوق توفى قبل خروجه من بوابة الفتوح، فكان الجميع في
حالة ذهول كبير، فقد قرروا دفنه مكان سقوطه.
مقولة (الذوق مخرجش من مصر)
تنسب هذه المقولة إلى الشيخ حسن الذوق، حيث إنه توفي بلحظات
قبل خروجه من مصر، وتستخدم هذه الجملة للتعبير عن رفض الظلم والاضطهاد، والتأكيد
علينا بأهمية الالتزام بأخلاق الحسنة والنبيلة، وجدير بالذكر هذه المقولة (الذوق مخرجش من مصر) تعكس الدور الذي لعبه الشيخ حسن الذوق في نشر العدالة وإنه
تسبب حدوث الاستقرار في مصر، كما تعكس حب الناس له وتقديرهم لأخلاقه الحميدة.