لماذا نتعلم؟
مقال لـ سمر أبو الخير
الكثيرُ مِن أبنائِنا يَتَقدّمُ به عُمرُه وتَسيرُ به أيّامُه وهو
لا يَعرِفُ هَدَفَه .. بل في غفلةٍ عن غَايَتِه قد ضعُفَت رُؤيتُه بل كادت أن تَنعَدم
بسببِ تربيةٍ جَعَلَت وسائِلَه غاياتٍ، وشغَلَته بالمُتَيَقّن (رزقه) عن المظنون وعلّقَته
- بل ربطته - بقضايا تافهةٍ وتَطلُّعاتٍ أرضيةٍ يتساوى فيها المسلمُ والكافر بل قد
يَتَفوّقُ فيها الحيوانُ على الإنسان فأصبحَ
هَمُّه المُلَازِم وشُغلُه الشاغِل، التفكيرُ بِلُقمَةِ العيش، والاستعدادُ والتهيؤُ
لِتَبِعَاتِ ذلك
ولِتَتحَقَّقَ مِن ذلك اطْرَحْ على كثيرٍ السؤالَ التَّالي : لِمَ
تَدرُس ؟؟
ستُفاجِؤكَ إجابةُ السَّوَادِ الأعظم وسيكونُ الهدفُ مِن الدراسة
الحصولُ على لُقمةِ العيش،l والمَكَانَةِ المَرموقة والبيتِ الواسع، والمَركَبِ الفاره
ويُعَزِّزُ ذلك هذا الفَرحُ الغَامرُ بالعُطَلِ والإجَازَات وهذا
النَّهَمُ مِن قِبَلِ كثيرٍ منهم بالغِشِّ
في الامتحانات لو أُتيحَت لهم الفُرصة مما يُؤكّد أنَّ الطالبَ لم يَقتنع بجدوى هذا
التَّعَلُّم بل يَرَاهُ وسيلةً لتَحقيقِ آمال واقتطاعِ طريقٍ لا بُدَّ مِن اقتطاعِه
حتى يَنالَ ما تَصبو إليه نفسُه
ولو اعتقد أنّ عليه واجباً تجاهَ دينِه وأُمَّتِه، وأنّ السبيلَ
لأداءِ هذا الواجبِ هو العِلمُ الذي سيرفَعُهُ في الدنيا والآخرة ويُعِيدُ أُمَّتَه
إلى مَكانَتِها المَرموقةِ في ذُروةِ المجد لاستَرخَصَ كُلَّ جُهدٍ ووقتٍ يَبذُلُه
ويُمضِيهِ في هذا السبيل ولاستخسَرَ كُلَّ جُهدٍ ووقتٍ يَبذُلُه في غيرِ هذا الأمر..
الدكتورة سمر أبو الخير
دكتوراه في صعوبات التعلم