بالأبيض والأسود.. ريشة «كيرلس» تجسد نجوم الزمن الجميل
كتب: محمد خاطر
محمود ياسين، نور الشريف، سمير غانم،
ونجوم آخرون، حرص «كيرلس» على تجسيدهم بريشته الفنية، فكانت النتيجة لوحات
من الإبداع تنقلنا إلى الزمن الفن الأصيل، خاصة بعدما اختار أن تخرج تلك اللوحات
بالأبيض والأسود فقط، فقادتنا بدون إرادة نحو مشاعر من النوستالجيا والحنين إلى
الماضي.
كيرلس عادل جرجس، فنان تشكيلي، تخرج في كلية التربية بتفوق على الرغم من أنها لم تكن رغبته
الأولى، إذ كان يحلم بالالتحاق بكلية فنون جميلة، لكن التنسيق وقف حائلًا أمام هذا
الحلم بسبب نصف درجة فقط.
لكن الموهوب الحقيقي لا تقف أمام أي
عقبة مهما كانت صعوبتها، والدليل ما حدث في حكاية «كيرلس»، الذي أخلص
لموهبته ولم يستسلم لتلك العقبة، فقاده عمله وإرادته نحو التميز والإبداع: «ويمكن
دي كانت مشيئة من ربنا علشان انمي موهبتي وتكون مميزة بالرغم من عدم دراسة مجالها وعلشان
تكون محط أنظار الجميع».
حكاية الفنان التشكيلي الموهوب مع
الرسم بدأت من المدرسة، بعدما لاحظ معلميه اهتمامه الشديد بالرسم وتميزه بشكل يفوق
مرحلته العمرية وقتها، وهذا ما شجع مدرسته على دفعه نحو المشاركة في العديد من
المسابقات والمعارض الفنية.
طور «كيرلس» موهبته في الرسم
عبر طريق التجربة والتعليم الذاتي: «كنت بجرب وأغلط وأتعلم بنفسي بدون مساعدة
من حد أو تقليد لفنان أخر»، حتى استطاع أن يصل إلى مستوى جيد للغاية في الرسم
بفضل مواصلته لرحلة التعلم، بالإضافة إلى التشجيع الدائم من والدته التي يراها
بمثابة الجندي المجهول في حكايته: «طول الوقت شايفاني هبقى حاجة مشرفة، وكانت
بتهيئلي الأجواء لخدمة موهبتي وشراء الأدوات اللازمة».
يستخدم بطل حكايتنا اليوم أدوات الفحم
والرصاص بجميع درجاته سواء الخفيفة أو الغامقة، حتى يتمكن من إبراز ملامح الشخصية
التي يقوم برسمها، كما يجيد استخدام ألوان الخشب والحبر عند الحاجة لرسم
كاريكاتير.
وحرص «كيرلس» على رسم بورتريهات
للعديد من مشاهير الفن بالإضافة إلى الشخصيات الدينية المؤثرة في المجتمع المصري:
«لهم تأثير كبير في مجتمعنا وأصحاب قيمة لتاريخنا القديم والمعاصر».
ورغم قيامه برسم العديد من نجوم الزمن
الجميل، إلا أنه يرى لوحتي طبيب الغلابة الدكتور مشالي والدكتور مصطفى محمود، أفضل
الأعمال الفنية التي قدمها حتى الآن.
الرسم بالنسبة لـ «كيرلس» أكثر
من مجرد هواية أو موهبة: «الرسم بالنسبة ليا زي العلاج والاحتواء، أنا بقدم برسمي
رسايل علي كل صورة تعبر عن أي مشاعر أو حنين جوايا، بترجمه في شكل خطوط وظلال بلقي
بقع ضوء عن شخصيات، ممكن تكون اتنست بعيدها للأذهان خصوصا من فنانين الزمن الجميل».
يحلم «كيرلس» بإنشاء معرض فني
يحمل اللقب الذي أطلقه متابعيه على منصات التواصل الاجتماعي عليه «دافنشي»، كما
يتمنى إنشاء مجلة كاريكاتير تنافش قضايا المجتمع ومشكلاته بطريقة ساخرة على غرار
مجلة «ميجو» بفيلم «إكس لارج».
وفي نهاية حديثه مع منصة «الفيتشر»
يوجه رسالة إلى كل الموهوبين مفادها: «أخر حاجة حابب أوجهها لكل حد حاسس جواه بموهبة
أي كانت، أنه ميلتفتش لأي آراء سلبية وهجوم عليه ويعتبر أن كل ما يرضي شغفه هو فن».