محمد عبد المعطي في حواره مع «الفيتشر»: الفنان الحقيقي لا يفنى وإن ذهب إلى العدم
حوار: جهاد طه رزق
أفنى عمره على خشبة المسرح، فقد أحب
الفن منذ نعومة أظافره، فأصبح أحد أهم مخرجي الثقافة في محافظة بني سويف، هو الشاعر
والممثل والمخرج محمد عبد المعطي، بدأ عبد المعطي رحلته إلى عالم الفن في
المرحلة الثانوية وتبلورت في المرحلة الجامعية، فظل يجذبه المسرح يومًا بعد يوم
حتى جعله مسحورًا بخشبته فعبد المعطي أحد فناني المسرح السويفي.
متى بدأ حبك للمسرح، وكيف؟
أعتقد أن حبي وعشقي لفن التمثيل هو الرافد الأول والأساسي لانجذابي للمسرح
فأنا عاشق لمهنة التشخيص (التمثيل) حتى إنها سرقت
قلبي من عالم الشعر والشعراء، وبدأ انجذابي في المرحلة الثانوية وتبلور في المرحلة
الجامعية ، فقد كنت محظوظًا بتواجدي في وسط مجموعة من الرفقاء الموهوبين على سبيل
الذكر الموهوب للغاية محمد عبادي، والنجم محمد شلش.
ما هي فلسفتك في المسرح؟
إن لم يكن الفن عامة والمسرح بصفة خاصة قادر على خلق واقع مغاير فلا جدوى، على
أن يكون ذلك المبدع على دراية تامة بأبجديات هذا الواقع وليس من باب الاختلاف فقط.
ما هي الرسالة العامة التي تحاول إيصالها لجمهورك؟
لقد أصبح هنالك خلافًا حول ذلك المصطلح (الفن رسالة) القضية
التي يحملها المبدع على كتفيه، فنحن لسنا خطباء على المنابر، ولسنا ساسه يسعون
لنصر مبادئهم، إنما كل عمل مسرحي حالة في حد ذاتيه على مبدعيها، وعليه محاولة إمتاع
من يشاهدها، فيقبلها أو يتم رفضها، ليس مهمًا، ولكن الأهم أن يعيشها بكل حواسه.
من هو الداعم الفني للمخرج محمد عبد المعطي؟
الداعم للفنان هو إيمانه بقدراته حين يتخلى الرفقاء، وينزعج من وجوده المدعين؛
الفنان الحقيقي لا يفنى وإن ذهب إلى العدم، ولا يستنسخ وإن طال الأمد.
ما هي الجوائز التي حصلت عليها؟
لم أكن محظوظًا يومًا في حصد جائزة كنت أتمناها، ربما كنت لا استحقها أو
لدواعي أخرى لا يعلمها إلا الله.
ماذا تعني لك الجوائز؟
الجوائز في رأي لا تعبر دائمًا على إنها ذهبت لمن يستحق، وهنالك من الشواهد من
يثبت ذلك.
نص مسرحي تتمنى تقديمه؟
قصة الجدار لسارتر وكان مشروع قائم بيني وبين الكاتب والناقد والباحث محمد
علام لتحويلها لعمل لمسرحي ولكنه مشروع مؤجل ولم يكتمل حتى الأن.
ما هي خطط المخرج محمد عبد المعطي في المستقبل؟
الواقع المسرحي السويفي في حالة من الضبابية تصل بمن يشاهدها بالعمى وهنا لا يمكنك
تحديد ما هو قادم بصفة عامة أو خاصة، ولديكِ خير مثال الفرقة القومية المسرحية فقد
كانت أعرق الفرق المسرحية على مستوى الثقافة الجماهيرية، أصبحت الآن خاوية لا يمكنكِ
حصر عدد أساسي للفرقة فمن يعمل بها الآن مجرد زائرين لا أكثر، كما أن الموهبة
أصبحت أخر عنصر في المعادلة المسرحية، المهم الآن من أنت؟ تبع مين؟ فقط لا غير.
هل حققت ما تأمل به من خلال رحلتك في عالم الفن؟
على مستوى التمثيل فأنا راض تمامًا عما شاركت فيه من عروض مسرحية، أما على
مستوى الإخراج ستظل تجربة خالتي صفية
والدير، هي التجربة الأحب والأمتع إلى قلبي لما حققته فيها من حلم تمنيته كثيرًا
وأعتقد أن هناك جيل ممن شارك معي أصبح الآن جزء من الحركة المسرحية في بني سويف، وإن كان يواجه حركة ببعض الجحود
والتشكيك في قدراته، أما على مستوى التأليف فمازلت أصبو للأفضل ولن أتوقف حتى
يتوقف عقلي عن العمل اكلينيكيا.
من الممثل أو الممثلة التي تراها حقًا يمتلك موهبة
حقيقة؟
نورا عماد، ندى أبو ليله، آيه سامي، عبد الرحمن خداش وعبد الرحمن القذافي، هذه
مواهب بإمكانها أن تحتل الصدارة أن أرادت بل هم أفضل من كثيرين من أبناء جيلهم.
هل العلاقة جيدة بين المخرج محمد عبد المعطي وبين
النقاد؟
إن كانت علاقتي بالنقد طردية فالمسؤولية تقع على عاتقي فأنا كسول للغاية في
طرح ما اكتبه أو أقوم بنشره، فليس من المنطقي أن يأتي الناقد إلى باب بيتي زائرًا.
لو قمت بوصف الحياة من خلال عبارة ماذا سوف تكون
تلك العبارة؟
الحياة هي الرحلة التي أتمنى أن أكملها كما أحببت.