جاري تحميل ... الفيتشر

مدونة المعافرين في الأرض

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

مقال

«بيت القبطية».. صرخة في وجه الطائفية

غلاف رواية «بيت القبطية»
 

كتب: إسلام كمال

 

رواية «بيت القبطية» من تأليف الكاتب والمستشار أشرف العشماوي، الذي شارك في الحكم على قتلة فتاة المعادي، القضية التي أثارت ضجة كبيرة وتحولت إلى قضية رأي عام قبل شهور، بالتالي هو معايش ومتعاطي مع أزمتنا الأبدية وهي الجهل، الجهل الذي من الممكن أن يدفع أيّ منا حياته مقابل جهل وغوغائية الآخر.

 

الرواية ببساطة تتحدث عن فتاة قبطية تركت الماضي خلفها وبحثت عن حياة جديدة في مكان آخر، ماضي صداه مازال يتردد في أذناها، أم قبطية تزوجت بمسلم بعد وفاة زوجها، لعنها الأهل وتبرؤوا منها، قبلت بالأمر ولكن سرعان ما تزحف وتعبث يد الزوج بـ هدى حبيب ابنة الزوجة، وبعد أن يفقدها عذريتها يزوجها بآخر مسلم يشبه "هلاوي" في مسلسل  «أهو ده اللي صار»، شخص جلف عديم المشاعر، ويوم زفافها يكون إعلان وفاتها للمرة الثانية، تطلب الطلاق منه بلا جدوى وفي يوم وهو يحاول أن يغتصبها تضربه بآلة حادة، يموت وتفزع وتهرول هاربة وتستقر قدمها في قرية «طايعة» إحدى قرى الصعيد.

 

نادر.. وكيل نيابة شاب استقر به الترحال في نفس القرية، ترك خلفه خطيبة زنانة، ويلعن المنظومة الزوجية لأنه يراها مكبلة للحرية، ولكن بضحكة من خطيبته المغوية تطرد اللعنات ويمطرها بفيض من كلمات الغزل، ليل طويل يقضيه كل يوم في استراحة القرية، يرعاه «رمسيس» كاتب المحكمة والقائم بأعمال الاستراحة، حوادث تافهة ومكررة دائما، القرية صغيرة، 80% من سكانها أقباط، يتقاطع طريق «نادر» مع «هدى» في أول يوم تطأ قدماه القرية، عندما تطرق باب استراحته في الليل ويستقبلها «رمسيس» وفي الصباح يصطحبها إلى الكنيسة، وبعد أيام يزوجها بـ «رزق» كهربائي الكنيسة بعد أن أخبرت رمسيس أنها أرملة.

 

يحاول «نادر» أن يتأقلم مع الواقع الذي يعيشه، يهاتف خطيبته ويستمع لحكايات العجوز «رمسيس» التي لا تخلو من خرافات ويؤدي عمله بروتينية، بينما تحاول «هدى» أن تنسى ماضيها وتبدأ صفحة جديدة مع «رزق» الودود المحب، ولكن يبدأ أهالي القرية بالتحرش بها بداية من رسم صليب على باب منزلها وفي كل مرة تزيله يعود مرة أخرى وحتى وصف منزلها ببيت القبطية كنوع من التصنيف، تحاول أن تقبل بالأمر وتتعايش معه ولكن المستقبل دائما يحمل الجديد، المستقبل الذي على اتصال بالماضي، كانت تنتظرها محاولات قتل عديدة وفتنة طائفية ومنازل محترقة، والفاعل دائما مجهول أو مخبول!

 

الرواية جميلة وواقعية، صرخة ضد الجهل والتعصب وكراهية الآخر، أي آخر، فكرتها ليست جديدة ولكننا في حاجة أن نذكر أنفسنا بها دائما، وتطرح سؤال مهم هل الجهل والتعصب يسبق الدين أم لا؟ يعني هيفرق دينك وهويتك أصلا لو أنت أصلا كنت جاهل، غالبا ما سيحركك الجهل قبل الدين.

الوسوم:

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *