آل عناني.. حكاية 3 أشقاء شاركوا في حرب أكتوبر المجيدة
كتب: محمد خاطر
حوالي 50 عام
مضت على ملحمة الجيش المصري في 6 أكتوبر 1973، وما زالت تلك المعركة العسكرية التي
أبهرت العالم أجمع تفاجئنا بين الحين والأخر عن بحكاية بطولية جديدة من ملفات
أصحاب الانتصار الذي تتحاكى به الأمة العربية بأكملها حتى الآن.
الحكاية
الجديدة من ملفات تلك الحرب المجيدة، نشأ أبطالها بقرية ميت العطار، إحدى قرى مركز
بنها بمحافظة القليوبية، التي شهدت ولادة 3 أشقاء ينسبون إلى عائلة «آل عناني»، والذين
قدموا مثل جميع زملائهم وقادتهم بالجيش المصري أرواحهم فداء لعزة هذا الوطن
والحفاظ على كل ذرة من ترابه، خلال تلك الملحمة العسكرية قبل حوالي 5 عقود من
الزمن.
شهيد وبطلين
السيد أحمد علي
عناني.. أحد أعضاء الجيش الثالث الميداني في اللواء الثالث مدرع وقائد لدبابة إشارة
مدرعة، عناني أحمد علي عناني.. أحد أعضاء الجيش الثالث الميداني وشارك في الصفوف المتقدمة
في الحرب، صلاح أحمد علي عناني.. ملازم أول بسلاح القوات البحرية والأسلحة والذخيرة،
هؤلاء هم الأشقاء الثلاثة الذين سطروا بطولة آل عناني في تلك المعركة الحربية،
والتي انتهت بكتابة فصل جديد من فصول انتصارات مصر الحربية العظيمة على مدار
التاريخ، لكن قبل ذلك كانت شهدت تلك الملحمة باستشهاد الشقيق الأكبر في معركة ممر
«متلا» بسيناء وبالتحديد في الـ 14 من أكتوبر عام 1973، وفق ما يرويه الشقيق
الأصغر «صلاح»، في حديثه مع «الفيتشر».
الرسالة
الأخيرة
«أعلمك أني
بخير، والحمد لله أتمتع بكامل الصحة والعافية ولا ينقصني شيء سوى رؤيتكم بخير
وسلام»، كانت تلك الكلمات مقدمة الرسالة الأخير من الشهيد المصري السيد عناني،
التي حرص على أن تصل إلى عائلته قبل المعركة العسكرية العظيمة: «لم نكن نشعر حينها
أنها أخر رسالة ستصل لنا من شقيقي، لكني ولشيء إلهي لا أعرف سببه وجدت نفسي حريص
على الحفاظ عليها، لتمر الأيام ويستشهد شقيقي وأعرف السبب الذي جعلني أحتفظ بها»،
البطل المقاتل «صلاح» يتحدث عن شقيقه رسالة شقيقه الشهيد.
رفات شهيد
أكثر من 45
عام لم يعرف أشقاء الشهيد ولا عائلته بأكملها أين يوجد جثمان بطلهم أو رفاته:
«بحثت في كل مكان، لم أترك باب لم أطرق عليه، كنت أمل أن أصل إلى أي معلومة تدلني
على جثمان شقيقي، لكن كل محاولاتي باءت الفشل، ولم أصل لأي نتيجة»، ولجاءت عائلة
آل عناني وكل أهالي قريتهم إلى الصبر الذي أعانهم على تقبل الأمر، حتى كافئهم الله
سبحانه وتعالى على صبرهم هذا، وشاءت الأقدار أن يكشف أحد أفراد العائلة «أحمد صلاح
عناني» نجل البطل صلاح عناني، شقيق الشهيد الراحل، أين يوجد رفات عمه: «ابني كان
في مهمة استطلاعية بممر متلا الذي شهد استشهاد شقيقي، ووجد هناك رفاته هو وكل زملائه
إضافة إلى ملابسهم العسكرية بالمدرعة التي كان يقودها لحظة الاستشهاد، أصبحت مزار
سياحي يقصده الناس من كل العالم».
درع التكريم
مرت الأيام
والشهور والسنوات، وبعد انتهاء الحرب عاد آل عناني لممارسة حياتهم بشكل طبيعي،
وأول الخطوات التي حرصوا على القيام بها، لتظل ذكرى شقيقهم الشهيد حاضرة بينهم،
كانت قيام شقيقه البطلين بتسمية ابن من ذريتهم «السيد» على اسم الشهيد الراحل، كما
تحصلوا على درع تكريمي من الجيش المصري يوثق بطولتهم واستشهاد شقيقهم.
وفي عام 2015،
توفي إلى رحمة الله تعالى «عناني» أحد الأبطال الثالثة الذين مثلوا تلك العائلة
العريقة بالحرب المجيدة، بعد أن ترك ورائه عدد من الأبناء يسعون حاليًا للمحافظة
على سيرة والدهم العطرة، ولم يتبقى سوى الشقيق الأصغر «صلاح» الشاهد على بطولته هو
وشقيقيه وزملائه بنصر أكتوبر المجيد، والذي يسعى منذ سنوات طويلة لإطلاق اسم شقيقه
الشهيد على أحد مدارس قريته، حتى يتثنى للأجيال الحالية والقادمة من أهالي قريته،
أن يعرفوا بأن تلك القرية قدمت مشاهد بطولية تستحق أن تروى وتتناقل خلال تلك
المعركة العسكرية العظيمة.