جاري تحميل ... الفيتشر

مدونة المعافرين في الأرض

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

مقال

كيف تؤثر المعتقدات الخاطئة والخرافات على أسلوب الحياة؟

%D9%86%D8%B3%D8%AE%D8%A9%20%D9%85%D9%86%20%D9%86%D8%B3%D8%AE%D8%A9%20%D9%85%D9%86%20%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%20%D8%A8%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%AA%D9%83%20%20(13)

إن المحرك الأساسي للإنسان هو التفكير، فبدون التفكير لا يوجد سلوك ولا توجد مشاعر، فنحن البشر نفكر ثم نشعر، وبعد ذلك نتصرف.

ماذا لو كنا نفكر بطريقة خاطئة ونعتقد أننا نتصرف بطريقة صحيحة؟

لكل مجتمع معتقداته الخاطئة التي تنتج من الخرافة، حيث تسبق الخرافة المعتقد، والخرافة تكون عبارة عن مجموعة من الأفكار التي يتداولها مجموعة من الناس، ويبدؤون بعد ذلك في ممارستها، وبعد ذلك يتكوَّن المعتقد ويصبح هو المحرك الأساسي للفرد، فيتصرف على أساس المعتقد الذي نتج بفعل وجود الخرافة. فالخرافات تملأ جميع مجالات الحياة؛ فمنذ مائة عام كان يُعتقد أن الإنسان المُصاب بمرض أو اضطراب نفسي أن هذا مَسٌّ من الجن والعفاريت.

تؤثر المعتقدات الخاطئة والخرافات على أسلوب الحياة، وتجعل الناس يعيشون نصف حياة، أو يعتقدون أن هذه هي الحياة الصحيحة.

نجد الكثيرين يقولون: "هذا ما وجدنا عليه آباءنا"، فهل ما فعله الآباء والأجداد كان صحيحًا مائة في المائة؟

وإذا كان صحيحًا، فلماذا اليوم يعاني المجتمع من مشكلات اجتماعية ونفسية خطيرة أصبحت تهدد وجود المجتمع بأكمله؟

ومن أكثر المعتقدات الخاطئة شراسةً في المجتمع: أن الكثير من الناس يرجعون الأحداث التي تحدث لهم إلى هذه المعتقدات الخاطئة مثل الحسد والسحر والدجل والشعوذة.

نجد هذه المعتقدات منتشرة بكثرة في المجتمعات، خاصة المجتمعات الريفية.

والسؤال هنا: أين العلم طالما أن كل ما يحدث يكون بفعل الحسد والسحر والأعمال؟

أين الطب حين وجد الكثير من العلاجات للكثير من الأمراض المستعصية؟

أيضًا من أكثر المعتقدات خطورة في المجتمع: أن المطلقة لا يصح أن تتزوج من أعزب، والمطلَّق لا يصح أن يتزوج من عزباء.

يعاني المجتمع المصري اليوم من كثرة الطلاق، بل وأصبحت قضية تهدد أمن واستقرار المجتمع.

إذا بحثنا لأكثر من خمسين عامًا أو أكثر في هذه القضية، نجد أن الأجداد كانوا سببًا كبيرًا في ما نراه اليوم؛ حيث تدخل الأهل وإجبار أولادهم على الزواج من أشخاص غير مناسبين لبعضهم البعض، واليوم نجني ثمار هذه الكوارث.

بل والأدهى من ذلك أن أولادهم لم يتعلموا مما حدث لهم من آبائهم، ويقومون بتكرار ما حدث معهم تحت مسمى: "رضا الوالدين من رضا الرب"، فهل هذا هو المجتمع الصحي الذي نطمح أن نصل إليه؟

كم من شاب وفتاة، حتى يُرضوا آباءهم، يعانون اليوم من قرارات أُجبروا عليها.

وكم من أب وأم تسببوا في ضياع أولادهم بسبب معتقدات عفا عليها الزمن.

إن نهضة الأمم تبدأ من المعتقدات الصحيحة التي تساعد على السلام والبناء والتعمير، وجوهر الدين الأساسي هو البناء والتعمير وهداية الناس، وأي شيء دون ذلك يكون خارج إطار الدين.

ومع التطور العلمي الذي أصبحنا نعيش فيه، علينا بمواكبة هذا التطور مع الحفاظ على أصالتنا، والبحث عن المعتقدات التي تساعد على الحياة والنمو، والتخلص من الخرافات التي أطاحت بالمجتمع لعصور، أقصى ما نقول عليها عصور الظلام.

عمار ياسر 

أخصائي نفسي 

الوسوم:

أكتب تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *