جاري تحميل ... الفيتشر

مدونة المعافرين في الأرض

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

المعافرونمشروعي

«سُها».. تحول التفاصيل الصغيرة إلى عالم آمن للأطفال ذوي الإعاقة

 
ربما تبدو الألعاب والقصص مجرد أدوات ترفيهية في نظر البعض، لكنها في يد «سُها عبد الناصر» كانت المفتاح لعالم أكثر أمانًا وتأثيرًا للأطفال ذوي الإعاقة.

الباحثة الأنثروبولوجية وخريجة كلية التربية قسم علم النفس لم تكن تعلم أن رحلتها في مراكز تنمية المهارات ستكشف لها فجوة كبيرة بين احتياجات الأطفال والوسائل المقدمة لهم، لكن مع كل جلسة، كانت تكتشف أن الأدوات المستخدمة قد تضر أكثر مما تنفع.

رحلة التحدي والاكتشاف

بدأت القصة حين لاحظت «سُها» أن الألعاب التعليمية المتاحة في السوق مليئة بالتحديات غير الملائمة للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية، التوحد، وفرط الحركة. أدوات خشبية ثقيلة قد تسقط على قدم الطفل، بلاستيك قاسٍ قد يصطدم بأسنانه، وتصاميم مليئة بالألوان والخرز الصغير الذي قد يُبتلع بسهولة. أما القصص، فكانت مليئة بالسرد الطويل، والألوان الصاخبة، والشخصيات التي قد تزيد من حساسية القلق لدى الأطفال المصابين بالتوحد.

ومن هنا، جاءت الفكرة.. لماذا لا تُصمم الأدوات والقصص بما يتناسب مع احتياجات هؤلاء الأطفال بدلًا من أن تزيد من معاناتهم؟

براند يُعيد تشكيل التجربة

بالتعاون مع شريكتها «ياسمين مروان»، رسامة الكوميكس، أطلقت «سُها» علامتها الخاصة، التي تركز على، تصميم أدوات تنمية مهارات مبتكرة، مصنوعة من مواد آمنة، خفيفة الوزن، ذات ألوان مدروسة ورسوم توضيحية مناسبة للأطفال ذوي الإعاقة الذهنية والتوحد وفرط الحركة، وإعادة إحياء فن الكوميكس كأداة تعليمية، حيث الكلمات القليلة والصور الجذابة تجعل التعلم أكثر سلاسة وسهولة للأطفال الذين يعانون من صعوبة الفهم والاستيعاب.

التحديات.. والمثابرة حتى النجاح

لم يكن الطريق سهلًا، فالناس في البداية لم يفهموا فكرة البراند، إذ أن التركيز على التفاصيل الدقيقة لعالم ذوي الإعاقة لم يكن مألوفًا للكثيرين. لكن «سُها» لم تتوقف، بل بدأت في نشر الفكرة عبر الصحف والمجلات، وتحدثت عن أهمية هذه الأدوات وكيف يمكن أن تصنع فرقًا حقيقيًا. كما استفادت من منحة «مصنع الابتكار» المدعومة من منظمة «أشوكا» ومؤسسة الوليد للإنسانية، حيث تعلمت كيفية صياغة رسالتها بشكل يصل إلى الجمهور المستهدف بوضوح.

الحلم الذي يكبر يومًا بعد يوم

أما الآن، فتحلم «سُها» بأن يتحول مشروعها إلى أول شركة إنتاج إبداعي للأطفال ذوي الإعاقة في مصر، على أن يمتد تأثيرها لاحقًا إلى خارج البلاد. تسعى لأن يكون البراند متجددًا، فعالًا، ويقدم خدمة حقيقية تُحدث فارقًا في حياة الأطفال وأسرهم.

وفي النهاية، قد يكون التغيير في التفاصيل الصغيرة، لكن حين تتحول هذه التفاصيل إلى رؤية، فإنها تصنع عالمًا جديدًا، أكثر أمانًا وإنسانية.

إعداد: محمد خاطر 
التالي
هذا هو أحدث مقال.
السابق
رسالة أقدم

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *