مواهب الفيتشر.. خشبة المسرح تشهد على إبداع «أسعد»
يعتبر المسرح من أقدم
الفنون التي استطاعت التطور وتجاوز العديد من العقبات. نمىَ
المسرح منذ القدم بفضل المفكرين، رغم أن النشأة الأساسية له تعود إلى الدين عند
الإغريق. ويظل المسرح بقوته إلى اللحظة الحالية
ينمو ويتطور بفضل العديد من العوامل، إذ لديه القدرة الخاصة على تحويل العقليات
البشرية إلى ما هو أعمق وأدق. ويُعد من أبرز الشخصيات التي أحبت
المسرح بصدق حتى برز في عالم التمثيل المسرحي، ألا وهو الممثل أسعد علي.
بدأ أسعد علي التمثيل
المسرحي حينما كان في مرحلته الأولى في التعليم، حيث أحب هذا العالم الذي اتسم بجمع
العلوم المختلفة، والتأمل الفكري والعاطفي، فاستطاع المسرح تحويله من طالب انطوائي
إلى شخص اجتماعي، يستطيع خوض التجارب الفكرية والفعلية والعملية. فقد قرر الإخلاص لهذا العالم ولروح الفنان التي خُلقت بداخله مع أول خطوة على
الخشبة.
عرف أسعد علي المسرح
وحبه عن طريق الفنان الراحل طارق منير، الصديق الوفي لجميع من عرفه – رحمه الله عليه. فقد أحب المسرح من خلال معرفته وحبه
لقيمته الخاصة. حيث يقول الفنان أسعد علي عن الفنان
الشاب الراحل طارق منير: (أفضل الشخصيات القريبة مني أو التي
تعبر عن فلسفتي في الحياة).
وبعد مرور بعض الادوار المسرحية يعد دور فؤاد العدوي آخر شخصية خطوت بها على خشبة المسرح، والحقيقة أنه غيّر كثيرًا من فلسفتي الشخصية في الحياة. كان تحديًا لأنه دور مبني على شقين في المذاكرة: الشق الدرامي في الكلام الموجود في النص، وشق آخر موجود في رؤية المخرج، لأنه دور أشبه بالهاجس أو الوهم، وليس مجرد فلاش باك.
التحديات الحالية تتمثل في أن هناك أفكارًا قديمة ما زالت تطارد حملة التنوير المسرحية التي يقودها الشباب. ومفهوم التنوير هنا ليس تصعيدًا للموضوع، بل هو بالفعل محاولة جادة لإحداث تغيير فكري. التنوير المسرحي يشبه إلى حد كبير فكر مارتن لوثر كينج في الواقع الديني، حيث يسعى إلى تحطيم القيود المفروضة على حرية الفكر والتعبير.
ويوضح أسعد علي بأن المسرح والفن بشكل عام، إذا لم يحدثا
تغييرًا في المجتمع، وتهذيبًا لمشاعر الفنان وتنويرًا لفكره، فلا يمكن أن يُعدّا
فنًا أو فنًا ذا قيمة.
النقد المسرحي والنقد
بشكل عام غاية في الأهمية، لأنه يفتح أفق الفنان والمتلقي لآفاق جديدة. من ناحية الإنصاف، فهناك نقاد بعينهم أستمتع بنقدهم المحايد المنصف، سواء كان
لاذعًا أو شديد المدح.
أستاذي يوسف المنصور
علمني جملة مهمة جدًا: "الفن بدأ ثم تم تدوينه". كسر القواعد هو شرط العمل الفني الوحيد، وقاعدته الوحيدة التي لا يجوز كسرها.
يصف الفنان الشاب
أسعد علي نفسه بأنه شخص شديد العشوائية، إلا أن المسرح وحده هو الذي يسمو بروحه
ويبعث فيها الجمال. يرى علي أن المسرح ليس مجرد فن، بل
وسيلة للتنوير والتأثير، مؤكدًا أن دوره لم يفقد بريقه عبر العصور.
تظل الذكرى الأكثر
تأثيرًا في مسيرة أسعد علي الفنية هي
تأليفه لأغنية عمل "الشباب" لمنتخب كورال جامعة بني سويف، والتي عُرضت على خشبة مسرح مسابقة إبداع. تلك اللحظة تمثل نقطة تحول في رحلته الفنية، كونها أول أغنية له تُقدم على
خشبة المسرح، مما جعلها ذكرى محفورة في وجدانه.
يتبع أسعد علي، عادة
خاصة قبل صعوده خشبة المسرح، حيث يلتزم الصمت لدقيقة أو دقيقتين، في محاولة لبث
الهدوء والسلام بداخله. من وجهة نظره، فإن هذه اللحظة الصامتة
تضيف الكثير للممثل، بعيدًا عن مذاكرته للدور، وتساعده على التوحد مع الشخصية.
عن تحضيره للأدوار، يقول أسعد علي إنه يحاول التخلص من كل القيود الذاتية وحتى المسرحية، ليعود كما كان في طفولته... مجرد طفل يلعب، حيث يرى أن هذه الحالة العفوية تمنحه صدق الأداء وتجعل الشخصية تتدفق من داخله دون تصنع.