مقال
أغاني المهرجانات والتعفن الثقافي
هل أصبح المجتمع يعاني من التعفن الثقافي بسبب انتشار أغاني تُسمى المهرجانات؟ هل تأثرت منظومة القيم بسبب انتشار هذا التعفن الذي أصاب المجتمع؟ ما هي النتائج التي عادت على المجتمع من إنتشار هذا التعفن الفكرى؟
ما هو التعفن الثقافي؟
هو ثقافة تصيب الوعي الجمعي وتؤدي إلى تدهور الصحة العامة للفرد، وانهيار قيم المجتمع وصولًا إلى الاضمحلال الفكري، وانتهاءً بالقضاء على الإبداع الثقافي وتشابه أنماط التفكير، فتصبح الثقافة ذات اتجاه أحادي، لا جديد فيها، بل يزداد التعفن وتنتشر السلوكيات الشاذة والغريبة عن الطبيعة البشرية.
لقد نتج عن انتشار أغاني المهرجانات في المجتمع المصري سلوكيات أطاحت بعقول الشباب، وبعضها تحول إلى إدمان، وأصبح الشباب لا يعرفون العالم من حولهم إلا من خلال أغاني المهرجانات. هل تعلم أيها الشاب أن هذه الأغاني هي ما تجعلك تعاني من التشتت الذهني؟ هل تعلم أنها تؤدي إلى اضمحلال خلايا الدماغ، وتجعل الدماغ غير قادر على اتخاذ القرار الصحيح بسبب صراع المفاهيم داخله؟
ما هو صراع المفاهيم الناتج عن أغاني التعفن الثقافي؟
تتكون أغاني المهرجانات من كلام غير مفهوم وغير مرتب، وتعتمد على إحداث حالة من الهياج العاطفي، ينتج عنها القيام بسلوكيات عدوانية أو انفعالية تؤدي في النهاية إلى تفكك الشخصية. إذا قمنا بحصر منتجي هذه الأغاني ومستمعيها، فسنجد أنهم يعانون من مشكلات نفسية كبيرة أدت بهم إلى حدوث تفكك في الشخصية، وحتى يحافظوا على اتزانهم لا يجدون طريقة يحققون بها ذاتهم إلا من خلال الاستماع إلى هذه الأغاني، فتؤدي بهم إلى حالة من التوهان والتعفن الفكري. وعندما نتحدث معهم، نجدهم يستخدمون كلمات ومصطلحات غير مفهومة تغذت بها عقولهم، وهي نفسها التي تُستخدم في تكوين هذا النوع من الأغاني.
ماذا يحدث عندما يتعفن الدماغ؟
يشعر الإنسان بأنه منفصل عن الواقع، ويصبح يعاني من الصراع النفسي الناتج عن التعفن الثقافي، وينتهي به الحال إلى الإرهاق النفسي من أقل مجهود.
تم تصميم العقل البشري على النظام في استقبال المعلومات، فالعقل مخلوق للتنظيم وليس للفوضى. فتخيل أن الدماغ يعمل عكس الاتجاه الصحيح، فما الذي سيحدث؟
يحدث اختلال في الإدراك، وتختل مناطق اتخاذ القرار في الدماغ، وتصبح الفوضى هي المحرك الأساسي له، فيعاني الشباب من الإرهاق النفسي دون أن يعرفوا السبب. تُعد أغاني المهرجانات أكبر خلل ثقافي أصاب المجتمع، أو بالأحرى جعلت المجتمع في حالة فوضى تنذر بخطر شديد سيحدث إذا لم يتم إيقاف هذا العبث والتعفن الثقافي. ستحدث كارثة مجتمعية قد يصعب الخروج منها، وستكون الكارثة اقتصادية بسبب تدمير عقول الشباب بأغاني المهرجانات.
لذا، على الجهات المعنية أخذ الأمر على محمل الجد، والعمل على إيقاف كل من يفكر في إنتاج هذا العفن الفكري، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية تجاه أي شخص يساهم في الترويج لهذا العبث. كما يجب على الخبراء في العلوم النفسية والاجتماعية تقديم توصيات للجهات المعنية، توضح خطر هذه الأغاني على المجتمع، واتخاذ إجراءات صارمة للقضاء على هذه الحقبة الزمنية التي أصابت المجتمع
مقال لـ عمار ياسر
أخصـــــائى نفسى
أكتب تعليق