تحت المجهر.. ورشة القصة القصيرة بقصر ثقافة بني سويف تقدم جيل جديد من المثقفين بفكر مستحدث
كتبت: منة الله طه
تنظم الهيئة العامة للقصور
الثقافة العديد من الورش التدريبية الداعمة للصغار والكبار في مختلف الفنون والآداب؛
بهدف رفع المستوى الثقافي في مصر وتنمية المهارات لدى الشباب، وسوف نستعرض ونسلط
الضوء اليوم على إحدى تلك الورش التي استضافها قصر ثقافة بني سويف تحت إشراف الكاتب
والناقد والقاص محمد علام، خاصة بعد النجاح الذي استطاعت الورشة تحقيقه وإسهامها
في تخريج جيل جديد يفكر ويتذوق الفن والأدب بطريقة مبتكرة ومستحدثة.
يقول الكاتب والناقد والقاص
محمد علام: «فكرة ورشة الكتابة الإبداعية انطلقت في قصر ثقافة بني سويف منذ
عام 2013، حيث استهدفت الصغار من سن ١٠ سنوات.. ساهمت الورشة في تقريب الصغار من أساليب
التعبير الإبداعي، والفرق بين الخيال والواقع، ومفهوم الإبداع وأهميته، من خلال تدريبات
الكتابة التفاعلية، باستخدام بعض الفنون مثل الحكي والأداء، والتقنيات الحديثة».
ويتابع: «ولقد نجحت الورشة
في فتح آفاق الإبداع أمام العديد من الصغار، ونشر إبداعاتهم في العديد من الدوريات،
ونجاحهم في العديد من المسابقات المحلية والمركزية. أعتقد أن هدف دراسة الفنون والآداب،
وتعلم فنون الكتابة والتعبير الفني، ليس إنتاج كاتب أو فنان بالمعنى، ولكن الهدف الأساسي
هو تكوين شخصية مبدع في مختلف المجالات، فالشخص المبدع هو القادر على قراءة واقعه،
وإضافة لمسة من خياله عليه، وتركيب وتوظيف هذا الخيال ليصبح ذا تأثير ملموس في حياتنا».
تصرح الكاتبة والصحفية جهاد
طه رزق: «منذ عامين ونصف تقريبا التحقت بورشة القصة القصيرة الخاصة بالناقد والقاص
محمد علام وذلك في قصر ثقافة محافظة بني سويف ،وقد تعلمت الكثير من الأشياء من خلال
تلك الورشة ، فطريقة (علام) في التعلم كانت مبتكرة وغير تقليدية غير معتمدة على نظام
التلقي فقط، بل الورشة قائمة على نظام التفاعل والابتكار، وذلك من أهم الأشياء التي
نفتقدها في نظام التعلم الأساسي والجامعي».
وتتابع: «فقد بدأت الورشة
بصديقتي شروق أحمد وأنا، وثم أتى العديد من الأصدقاء فيما بعد، ومازلنا إلى الآن ملتزمين
جميعًا بالحضور والاستماع إلى أستاذنا، من أهم الأشياء التي تعلمنها على يده فلسفة
الفكر الحر وعدم التقيد بأفكار معينة بالإضافة إلى تكوين أراء خاصة بنا».
وتواصل: «اقتراح ببعض الكتب من قبل (علام) التي جعلنا نختصر العديد من الوقت، فكان التطور أسرع، ففي ورشة تم شرح العديد
من أساليب الكتابة، والعديد من تقنيات القصة القصيرة التي كُتب بها سواء في العالم
العربي أو الأجنبي، فقد تم تدريبنا بشكل جيد ومحترف من قبل ناقد وقاص يدرك جيدًا قيمة
الفنون والآداب في حياتنا».
تشير القاصة شروق أحمد،
إلى أن من أهم الأشياء التي حدثت في الورشة هي اكتساب صداقات جديدة ومتنوعة، وصرحت
بأن هدفها الأول هي أن تصبح روائية، وقد فازت شروق أحمد في المسابقة الرمضانية التي
تقام من الهيئة العامة لقصور الثقافة للقصة القصيرة لمحافظة بني سويف.
وتضيف: «من أهم الأشياء
التي تعلمنها هي الاستمتاع بالتعلم الجانب الأدبي لدرجة أننا قد نصل إلى
حد الإتقان ولا ندرك ذلك بسبب جميعنا قد استمتع بالأدب وكتابته، ولم نكتفي بتعلم الأسلوب
الأدبي فقط، فقد تعلمنا كيف نفكر وكيف نبدع دون أن نشعر، حيث تميزت ورشتنا بالبساطة
في أسلوب الشرح والتفاعل فيما بيننا».
يوضح الشاعر والصحفي عوض
أحمد علام، بأنه قد فاز في تلك الورشة فقد اكتسب الشغف، وقد تعلم بعض الفنيات؛
فأنه يرى أن «علام» يتميز أسلوبه بالعصرية والحداثة وشامل للكثير من الأشياء التي جعلت
العديد يتطورن بشكل كبير وسريع.
يقول القاص سيف أيمن:
«ما يدفعُني إلى ارتيادِ ورشة القصر عمومًا هو ما أستقيه هناك من معرفةٍ وفهمٍ أعمقَ
لأمورٍ شَتَّى، وأيضًا ما تُخلِفُه فيَّ المحاضرات من نهمٍ للاطِّلاع والمعرفة، فأجد
أسلوبَ أستاذ محمّد علّام ناجعًا إلى حدٍّ بعيد، يُثرِي حصيلةَ المرء المعرفيّة والفنّية
كثيرًا، حيث أظنّ أنّ أهم ما أفَدتُه من الورشة هو رُؤى مغايرة أكثر عمقًا للأدبِ والفن،
انفتحَ ذهني عن أشياءَ عديدةٍ وتنامَى نهمي المعرفيّ».