معجزة دوريات المظاليم.. «رشوان» حارس مرمى فوق الـ 50: «لسه في الحكاية بقية»
كتب: محمد خاطر
«تفوت أيام، تموت
أحلام، تعدي شهور، تدور الأرض والدنيا وهو يدور، ولسه بيجري ويعافر، ولسه عيونه
بتسافر، ولسه قلبه لم يتعب من المشاوير» هكذا قالت الشاعرة كوثر مصطفى في وصف نهر
النيل قبل سنوات، وهكذا نقول نحن اليوم في وصف معجزة دوريات المظاليم عميد حراس
مرمى كرة القدم المصرية، الكابتن رشوان ربيع، حارس مرمى نادي «قلهانه» الناشط بدوري الدرجة الرابعة، صاحب
الـ 52 عام، القادر حتى الآن على الاستبسال أمام مرماه والقتال على نظافتها أمام
هجمات منافسي فريقه.
25 فبراير 1971، كان موعد ميلاد معجزة دوريات المظاليم،
الذي بدأ رحلته مع عالم كرة القدم من بوابة ناشئين نادي الفيوم، قبل أن يصل إلى
فريقه الأول وينتقل بعدها لنادي إيسكو ومنه إلى المقاولين العرب، مُعلنًا إنطلاق
رحلة طويلة من السعي والمعافرة على عشب ملاعب كرة القدم المصرية بمختلف درجاتها
ارتدى خلالها قمصان عدد ليس بالقليل من الأندية ودافع عن ألوانها وحقق معاها
انتصارات وإنجازات كبيرة، وفق ما يرويه «رشوان» في حديثه مع منصة
«الفيتشر».
حارس مرمى نادي
«قلهانه» الأساسي، يقدم حتى الآن مستويات مميزة رفقة لاعبي فريقه، ضمنت لهم المنافسة بقوة على
الصعود إلى دورة الترقي المؤهلة للدرجة الثالثة، كما جعلت منه محط أطماع عدد من
الأندية المنافسة لفريقه بنفس المجموعة، الذين يرغبون في الحصول على خدماته خلال
الفترة القادمة حتى يساعدهم على الصعود: «عندي حاليًا عرض إعارة من نادي بينافس
على الصعود وفرصه أفضل».
صاحب الـ 52 عامًا،
يلقى تشجيع ودعم الجميع من حوله على ما يقوم
به، ويطالبونه بالاستمرار في عطائه على عشب ملاعب كرة القدم المختلفة، باستنثاء
زوجته التي تطالبه بالاعتزال خوفًا عليه من الإصابات: «مفيش غير المدام بتقولي
ما كفاية كدا بقى كرة لكن الكرة بتجري في دمي ومش قادر استغنى عنها»، وهو ما
يجعله يستبعد فكرة الاعتزال بشكل تام، في محاولة منه لإثبات أن العمر في عالم كرة
القدم مجرد رقم وغير مرتبط بدرجة عطاء اللاعب داخل الميدان، الأهم فقط حالته
البدنية واجتهاده وعمله الشاق في المحافظة على لياقته وموهبته: «ودي رسالتي لكل
اللاعبين على قد ما تتعب على قد ما ربنا هيكرمك وهيكافئك، وعلى قد تعبك الكرة
هتديك».
في عائلة كابتن «رشوان» قفازات
حارس المرمى ليست حكر عليه فقط، فكل أولاده بمختلف أعمارهم بل استثناء حراس مرمى
يلعبون لصالح عدة أندية مختلفة، وحتى نجل الأكبر طالب كلية طب الأسنان كان حارس
مرمى قبل أن يولي كله تركيزه لدراسته فقط: «عندي ياسين مواليد 2015 قائمة
انتظار نادي الزمالك، ومحمد مواليد 2009 حارس مرمى، وأحمد مواليد 2005 حارس مرمى
برضه، وابني الكبير كان حارس مرمى قبل ما يركز على دراسته في طب أسنان دلوقتي».
كفاح كابتن «رشوان» تشهده شوارع
الفيوم قبل ملاعب كرة، إذ يملك عربة فول يجوب بها الشوارع ليبع وجبة الإفطار
الرسمية لدى معظم المصريين، قبل أن يبدأ رحلته اليومية الممتدة مع عالم كرة القدم
حتى الآن سواء كلاعب أو كمدرب حراس مرمى: «أنا مكمل مشواري لسه عندي في الحكاية
بقية، نفسي بس كل الناس تعرف حكايتي ويعرفوا إني أكبر حارس مرمى في مصر وعندي
أرقام قياسية».