«أكثر من أرجل الفراخ».. التنبؤات الكاملة لـ «يوتوبيا» أحمد خالد توفيق
كتبت: جهاد طه رزق
تداول عدد من
مستخدمي مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي خلال الفترة الأخيرة بعض ما جاء في
رواية «يوتوبيا» للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، الصادرة عن دار
ميريت عام 2008، والتي تحدث فيها عن العديد من الأمور والمشاكل
الاقتصادية التي تعاني منها مصر في المستقبل، والمشكلة ليست هنا فالعديد من
الأدباء قدموا من قبل رؤية تخيليه لما ستصبح عليه مصر في المستقبل، المثير في
الأمر أن المشاكل والأزمات التي يعاني منها المجتمع المصري في وقتنا الحالي، هي ما
كشفت عنها الرواية، فماذا جاء في الرواية الصادرة قبل 15 عام هذا ما تستعرضه منصة
«الفيتشر» في التقرير التالي..
بداية من وصول
الدولار الأمريكي لثلاثون جنية في عام 2023، وبالإضافة إلى تصدير أرجل الفراخ وغلو
سعرها في الأسواق، وصف بعض الأشياء التي تنبأ أن تحدث في مصر، إذ وصف الراجل
الكاتب الكبير أحمد خالد توفيق مصر لعام 2023، أنها سوف تنقسم إلى فئتين: الفئة
الأولى وهم الصفوة في المجتمع، أخذًا مبادئ المدينة الفاضلة، الذي أسسها أفلاطون، والفئة
الثانية يسيطر عليها الفقر والجوع والمرض.
ومن خلال هذه المدينة الفاضلة يتعرف
القراء على مجتمع غريب، المحرمات به قليلة لا تتجاوز بعض الأشياء، ويتسائل الفرد
اليوتوبي الذي يدعى «علاء» عن سبب كره المصريين للشعب الإسرئيلي، وأنه
الأن أصبح من الصعب التفرقة بين الشعب المصري أو الأمريكي، خاتمًا تلك الفقرة:
«لولا بقايا الشهوة في عروقك لما عرفت الذكر من الأنثى».
يصف العالم اليوتوبي
بالعالم المثالي لا قتل ولا يوجد به صراعات كبرى تجعلك قلقك على حياتك،
بينما يصف الفئة الثانية بالفئة التي لا تعرف عن المثالية شيء سوى اسمها، حيث قام
بضرب مثال (رجل يقتل زوجته وعشيقها ثم يجلس على القهوة، ثم
تظهر الصورة في صفحة الحوادث).
رسم العراب
الخطوط العريضة لتلك المدينة، بالإضافة إلى أنه وصف أن قمة الخطأ
في هذه المدينة الفاضلة هو أن تعتدي على حرية الغير، معبرًا مرض «الكلبتومانيا»
هو أكثر الأمراض انتشارًا في تلك المدينة وهو مرض الولع بالسرقة،
حيث إن هذه المدينة متوفر بها كل أسباب الرفاهية، لذلك تعتبر لا جريمة إلا لسبب
مرضي أو عدواني، ذاكرًا عبث الآخرين بتحضير الأرواح، بأن قوة العقل الباطن التي تجعل الأقلام تتحرك لان عقول
أرادت ذلك وبقوة كبيرة، وكأن أراد «توفيق» توثيق الألعاب المنتشرة في العصر الحالي
وصفا إياها بأنها ألعاب عبثية.
حينما قال: «يستحضرون الأرواح بلا توقف،
هي ليست أرواحًا ياحمقي، أنه عقلكم الباطن يعبث بكم عن طريق ما يدعى Ideomotor
effect،
لهذا يتحرك لوح الويجا لأنكم تريدون هذا».
أحمد خالد توفيق
أحد عملاقة الروايات الخاصة بأدب الرعب والفانتازيا والقليل الأدب الاجتماعي، حيث جذب انتباه
الشباب بأسلوبه الساخر والجذاب لذلك اعتبر من رواد الأدباء الذي أحبه جيل القراء من
الشباب.
أراد العراب
أحمد خالد توفيق وصف الحالة الاقتصادية لمصر في رواية «يوتوبيا»، وأن مع التقدم
العالم سوف تزول الطبقة المتوسطة، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الجريمة والعنف،
تنتهي الرواية بثورة جياع، حيث يقتحموا الفقراء مدينة الأغنياء متغلبين على الحراس
والبوابات الأمنية حتى تنتهي الرواية بتسلسل أحداث، ليرسم العراب أحلامًا جديدة
في روايات أخرى أمتعنا بها، رحم الله الدكتور الروائي والصحفي أحمد خالد توفيق،
الذي كتب الكثير من الروايات التي تجعل قلوبنا في حالة إثارة مستمرة.
