جاري تحميل ... الفيتشر

مدونة المعافرين في الأرض

إعلان الرئيسية

إعلان في أعلي التدوينة

ريشة ولونمواهب

مواهب «الفيتشر».. إبداع «أحمد» رأس ماله فرشة ولون

 %D9%86%D8%B3%D8%AE%D8%A9%20%D9%85%D9%86%20%D9%86%D8%B3%D8%AE%D8%A9%20%D9%85%D9%86%20%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%20%D8%A8%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%AA%D9%83%20%20(3)

كتبت: جهاد طه رزق 

لوحاته تؤكد أن من قام بها فنان متميز، وألوانه أضحت قادرة على سرقة لحظات من الزمن ودمج الواقع بخياله الخاص، وهو الفنان الشاب أحمد محمد كامل حنا، الذي قرر بين ليلة وضحاها الظهور عبر منصات التواصل الاجتماعي، فوجد في جمهوره دعمًا وتشجيعًا كبيرين. سرعان ما أصبح له متابعون ينتظرون لحظات ظهوره وأعماله بشغف، فقد استطاع أن يفتح نافذة فنية تطل على عالمه الملون، ليُري الآخرين ما يراه هو بعين فنان لا يكتفي بالنظر، بل يتأمل ويتذوّق التفاصيل.

جذور فنية ونشأة محفوفة بالإبداع

وُلد أحمد في أسرة تُقدّر الفن وتحتضنه، فوجد شقيقته تهوى الرسم على الزجاج، وكان لذلك أثر بالغ في نفسه، فتعلّق بالرسم منذ نعومة أظفاره، ونشأ محاطًا بروح الإبداع والجمال.
 

ورغم أنه لم يلتحق بإحدى الكليات المتخصصة في الفنون، اختار طريقًا مغايرًا، فالتحق بالمعهد الفني التجاري قسم العلوم القانونية، جامعًا بين عالم الإبداع وعلوم التجارة والقانون، وكأنما أراد أن يضع فنه على أرض صلبة من المعرفة.

الفن: عدسة لا ترى إلا الجمال

لم تمنعه دراسته من مواصلة شغفه، بل ظل يحمل الريشة كما يحمل الحلم. كان منذ صغره يرى الأشياء بعمق مختلف، بعدسة فنان يبحث عن الحقيقة في تفاصيل الحياة.
3daf6998-9274-492e-a17d-0cf75d03b4b3


يقول في حواره مع مدونة "الفيتشر":
 "لطالما أحببت أن أرى الأشياء كما هي، بوضوح ودقة. منذ طفولتي، إذا أردت رسم البحر أو الشمس، لا أبدأ حتى أقتنع تمامًا بأن ما أمامي هو بحر حقيقي، وتلك شمس حقيقية. كنت أبحث دائمًا عن الاكتمال فيما أرسم."

الذئاب... بداية ملامح عالمه الخاص

ويكمل أحمد حديثه بابتسامة تعكس صدقه:
 "عندما كبرت، انجذبت لرسم الذئاب؛ أحببتها كثيرًا، وبدأت أكرر رسمها مرارًا حتى أصبحت جزءًا من عالمي الفني. وفي أحد الأيام، بينما كنت أجلس في مقهى بسيط، تعرفت على فنان كان يرسم هناك. لم يتردد في أن يفتح لي أبواب هذا العالم من جديد. عرفني على الخامات وعلّمني الرسم من البداية، خطوة بخطوة. تعلمت معه ما لا يقل عن أربع سنوات، وأصبحنا أصدقاء حتى اليوم. كان يمنحني من وقته وجهده دون أن يطلب مني أي مقابل، لأنه كان يؤمن بالفنويؤمن بي."

يُرجع أحمد الفضل الأكبر في رحلته الفنية إلى أستاذه وصديقه، الذي لم يكن مجرد معلم، بل كان مصدر الإلهام والدافع الحقيقي الذي جعله يُحب الرسم ويغوص في تفاصيله. فقد غيّر هذا الأستاذ من طريقته في التعامل مع اللوحة واللون والخط، حتى أصبح أحمد يشعر وكأنه نسخة مصغّرة منه، تحمل بصمته وتمضي على خطاه بإخلاص وشغف.

لم يتلقَّ أحمد محمد ميلاد كامل حنا أي دراسة أكاديمية مسبقة في مجال الفنون، ولم يسعَ وراء شهادات أو ألقاب فنية. كان الفن بالنسبة له حبًا خالصًا، وفرحة صافية، وهواية يمارسها بإخلاص دون أن يشغل نفسه بالتفاصيل الرسمية. ما كان يعنيه حقًا هو تقدير الناس لما يرسم، وفرحتهم حين يرون أعماله، وكانت تلك المشاعر الصادقة أكبر جائزة نالها، وما زالت حتى اليوم مصدر إلهامه الأكبر.

هدوء الفنان في مواجهة النقد

يتعامل الفنان أحمد محمد ميلاد حنا مع النقد والتعليقات على أعماله بكثير من الهدوء والتأمل. يستمع بشغف لآراء الآخرين، ويتبادل الحديث مع كل من يشاركه حب الفن، مؤمنًا بأن الإبداع لا يعرف نهاية، وأن التعلم رفيق دائم في درب الفنان.
 ورغم انفتاحه على النقد البنّاء، إلا أنه يملك حسًّا داخليًّا يُمكّنه من التفرقة بين الملاحظات الصادقة والكلام العابر، خاصة حين يصدر من أشخاص لا يدركون جوهر الفن. وفي مثل هذه اللحظات، لا يتردد في تجاهل الأصوات التي تحاول النيل من فنه، مؤمنًا بأن ما يخرج من القلب لا يُقاس بكلمات لا تحمل فهمًا أو تقديرًا.

التواضع... شعار الفنان الحقيقي

دائمًا ما يردد أحمد عبارته المحببة: "إن لم أكن الأفضل، فسيأتي من هو أفضل مني"، في انعكاس عميق لتواضعه وإيمانه بالتطور المستمر، وبأن الفن لا يتوقف عند أحد.

يرى أحمد أن التحديات جزء لا يتجزأ من رحلته الفنية، ويعترف بها دون مواربة، بل يستقبلها بروح المثابرة. يصف إصراره بأنه شعور داخلي غامض، ينبع من مكان عميق في روحه، ربما مرتبط بجمال الخالق في خلقه، ذلك الجمال الذي يتجلى أمامه في تفاصيل الأشياء الصغيرة، ويلهمه لتجسيدها بريشته.

حين تضيق عليه المساحات أو تثقله الضغوط، لا يبحث عن ضجيج أو هروب، بل ينصت إلى الصمت، ويبحث عن ركن هادئ يُعيد إليه صفاءه الداخلي. فالهدوء بالنسبة له ليس مجرد حالة، بل بيئة يزهر فيها الإبداع وتكتمل فيها الرؤية.



التالي
هذا هو أحدث مقال.
السابق
رسالة أقدم

أكتب تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *