كتبت: جهاد طه رزق
لوحاته تؤكد أن من قام بها فنان متميز، وألوانه أضحت قادرة على سرقة لحظات من الزمن ودمج الواقع بخياله الخاص، وهو الفنان الشاب أحمد محمد كامل حنا، الذي قرر بين ليلة وضحاها الظهور عبر منصات التواصل الاجتماعي، فوجد في جمهوره دعمًا وتشجيعًا كبيرين. سرعان ما أصبح له متابعون ينتظرون لحظات ظهوره وأعماله بشغف، فقد استطاع أن يفتح نافذة فنية تطل على عالمه الملون، ليُري الآخرين ما يراه هو بعين فنان لا يكتفي بالنظر، بل يتأمل ويتذوّق التفاصيل.
جذور فنية ونشأة محفوفة بالإبداع
ورغم أنه لم يلتحق بإحدى
الكليات المتخصصة في الفنون، اختار طريقًا مغايرًا، فالتحق بالمعهد الفني التجاري – قسم العلوم
القانونية، جامعًا بين عالم الإبداع وعلوم التجارة والقانون، وكأنما أراد أن يضع
فنه على أرض صلبة من المعرفة.
الفن: عدسة لا ترى إلا الجمال
الذئاب... بداية ملامح عالمه الخاص
يُرجع أحمد الفضل الأكبر في
رحلته الفنية إلى أستاذه وصديقه، الذي لم يكن مجرد معلم، بل كان مصدر الإلهام
والدافع الحقيقي الذي جعله يُحب الرسم ويغوص في تفاصيله. فقد غيّر هذا الأستاذ من طريقته في التعامل
مع اللوحة واللون والخط، حتى أصبح أحمد يشعر وكأنه نسخة مصغّرة منه، تحمل بصمته
وتمضي على خطاه بإخلاص وشغف.
لم يتلقَّ أحمد محمد ميلاد
كامل حنا أي دراسة أكاديمية مسبقة في مجال الفنون، ولم يسعَ وراء شهادات أو ألقاب
فنية. كان الفن بالنسبة له حبًا خالصًا، وفرحة صافية، وهواية يمارسها بإخلاص دون أن
يشغل نفسه بالتفاصيل الرسمية. ما كان يعنيه حقًا هو تقدير الناس لما يرسم، وفرحتهم
حين يرون أعماله، وكانت تلك المشاعر الصادقة أكبر جائزة نالها، وما زالت حتى اليوم
مصدر إلهامه الأكبر.
هدوء الفنان في مواجهة النقد
التواضع... شعار الفنان الحقيقي
دائمًا ما يردد أحمد عبارته
المحببة: "إن لم أكن
الأفضل، فسيأتي من هو أفضل مني"، في انعكاس
عميق لتواضعه وإيمانه بالتطور المستمر، وبأن الفن لا يتوقف عند أحد.
يرى أحمد أن التحديات جزء لا
يتجزأ من رحلته الفنية، ويعترف بها دون مواربة، بل يستقبلها بروح المثابرة. يصف إصراره بأنه
شعور داخلي غامض، ينبع من مكان عميق في روحه، ربما مرتبط بجمال الخالق في خلقه،
ذلك الجمال الذي يتجلى أمامه في تفاصيل الأشياء الصغيرة، ويلهمه لتجسيدها بريشته.
حين تضيق عليه المساحات أو
تثقله الضغوط، لا يبحث عن ضجيج أو هروب، بل ينصت إلى الصمت، ويبحث عن ركن هادئ
يُعيد إليه صفاءه الداخلي. فالهدوء بالنسبة له ليس مجرد حالة، بل بيئة يزهر
فيها الإبداع وتكتمل فيها الرؤية.
أكتب تعليق