جهاد طه.. حكاية قلم بدأ بحب الأم واكتمل برؤية ناقد
كتب: ابانوب رفعت
سوف يجف الحبر، ويتمزق الورق، ويبقى المكتوب على القلب. هكذا عبّر الكاتب
الكبير أنيس منصور عن الكتابة، حيث إن الكتابة تعبر عن المشاعر، وما يدور في القلب
يخرج في صورة كلمات. ولو جف الحبر وتمزقت الأوراق، ستبقى الكلمات المعبرة عن صدق
مشاعر كاتبها.
وهذا ما تفعله الكاتبة والصحفية جهاد طه
أحبت جهاد طه مشاهدة التلفاز منذ نعومة أظافرها، وذلك قبل تعلمها القراءة
والكتابة، وعندما بدأت مسيرتها التعليمية، بدأت والدتها تروي لها القصص البسيطة.
بدأت جهاد الكتابة في طفولتها، حيث كانت والدتها تحكي لها قصصًا قبل النوم،
وفي إحدى المرات اختبرتها وسألتها: "هل تستطيعين هذه المرة أن تحكي القصة؟" وهكذا
قالت جهاد:
"كنت أشعر بفرحتها حين تجدني أقص بعض الأقاصيص، التي كانت تزداد تعقيدًا بمرور
الوقت، حتى أصبحت أكتب القصص البسيطة بأسلوب يتبع فنيات القصة القصيرة. ثم رشحت لي
صديقتي المقربة، مريم أسامة، أن أتجه إلى قصر ثقافة بني سويف حيث سأجد من ينمي
مهاراتي".
من قصر الثقافة إلي حلم الصحافة:
وبعدما ذهبت جهاد إلى قصر الثقافة، بدأت في تنمية مهاراتها في الكتابة، وتعلمت
الكثير حيث قابلت هناك معلمها وأباها الروحي في مجال الصحافة، الأستاذ الفاضل
الناقد المسرحي محمد علام. قالت جهاد عنه: "أستاذي الفاضل
الناقد محمد علام، الذي أكن له كل الحب والاحترام في مسيرة الكتابة وحبي للفن،
بجانب أنه السبب الحقيقي في اتجاهي أيضًا للكتابة التسويقية".
ومن هنا كانت الانطلاقة الحقيقية للصحفية الكبيرة "جهاد طه رزق"، التي
حققت الكثير في مجال الصحافة حيث كتبت في مدونة الفيتشر، وجريدة الكرمة، ومجلة
مسرحنا، وموقع الحق والضلال، بالإضافة إلى عملها في مجال التسويق الإلكتروني.
تحديات .. صعوبات .. احباطات
في حياة جهاد:
عبّرت جهاد عن التحديات والصعوبات التي تواجهها في مجال الصحافة، فقالت: "أكثر
التحديات والصعوبات هي صعوبة التحرك والانتقال بين المحافظات المختلفة، بجانب ذلك
صعوبة الوصول إلى مصادر في غاية الأهمية. أما بالنسبة للنقد الفني، فأكثر ما
يواجهني هو صعوبة الوصول إلى مراجع ومصادر أدبية".
أما عن الإحباطات، فقد عانت جهاد من إحباط من حولها، لكنها قالت: "الكثير
من الإحباطات إلى اللحظة الحالية من المقرّبين والأصدقاء، وهذا طبيعي، فالمختلف
بطبيعة الحال سوف يستمع إلى هذه الأحاديث الوهمية. أما الذين
يشجعونني على إكمال مسيرتي فهم قليلون، ولكن وجودهم في حياتي هو السبب في استمراري. كل الحب لهم،
وخاصة الصحفي محمد خاطر، الذي أمدّني بالعلم، بجانب ذلك الدعم النفسي والفكري".
الجوانب الشخصية والتأثيرات
النفسية للحياة الصحفية:
وكأي مهنة لها عناؤها الخاص، فإن الصحافة لها تأثيراتها النفسية وتداعياتها
على الحياة الشخصية. لكن جهاد عبّرت عن حبها لهذه المعاناة، مؤكدة أنها تستحق،
حيث قالت:
"حياتي الشخصية وصحتي النفسية بالطبع تأثرتا، خاصة حينما كنت أكتب في قسم
الحوادث. كنت
أتلقى أخبارًا وأقوم بكتابتها، وكنت أشعر بحزن عميق من هذا الكم الكبير من المآسي. بجانب ذلك، أنا
مسؤولة تسويق في إحدى الشركات الخاصة بدراسات الجدوى، فبالتأكيد أحيانًا أعاني من
ضغوطات العمل، وأشعر بالأرق، وكثرة التفكير تجعلني أحيانًا أفتقد شعور السلام
النفسي.
لكن هناك جملة تدفعني للاستمرار في مسيرتي، ألا وهي: «على هذه الأرض ما
يستحق الحياة».
فبرغم إيماني بعبثية الحياة، إلا أنني أؤمن بأن على كل منا أن يكون إنسانًا
سويًا يساعد غيره ويدعمه في تحقيق أهدافه. كنت سعيدة الحظ
بأنني وجدت هؤلاء الأشخاص في حياتي، وإن كانوا قلة".
جهاد طه: هكذا
استطيع التعبير عن ما يدور في وجداني:
الذي يميز أسلوب الكتابة الخاص بها هو أنها حينما تمسك قلمها تقوم بذلك بكل حب وامتنان، وليس من أجل كسب المال". وأشارت أيضًا إلى أن الكتابة هي الوسيلة الوحيدة التي تستطيع من خلالها التعبير، حيث قالت: "أحيانًا تعجز عن التعبير عن أفكارها ببعض الألفاظ، لكنها تستطيع التعبير عما يدور في وجدانها عبر أبطال قصصها ومسرحياتها، فهم الوسيلة التي تعبّر من خلالها". وعند سؤالها عمن جعلها تحب الكتابة، أوضحت أن والدتها كانت السبب في البداية الحقيقية لحبها للكتابة، ثم جاء أستاذها محمد علام ليكمل هذا الدور. وأضافت أنها تحب كل كتاباتها وتعتبرهم أبناءها الذين تحبهم كثيرًا.
جهاد طه: طموح بلا
حدود:
عند سؤال جهاد عن طموحها وما تريد الوصول إليه، قالت: "طموحي في الحقيقة
لا أستطيع تحديده. كنت أود أن أصبح كاتبة، ويقولون بأنني أصبحت كذلك. كتبت في الجريدة
التي كنت أحلم بها، وهي جريدة مسرحنا،
ويُعد هذا إنجازًا كبيرًا، كونها الجريدة المفضلة إلى قلبي. أحلم بالكتابة في
عدة مجالات وصحف، وأطمح أن أكون واحدة من أهم صحفيي مصر. ربما يعود عصر
الصحافة العظيم مرة أخرى، ولكن بصورة حديثة تواكب تطورات العصر".