المعافرونصناع المحتوى
الثقافة حق للجميع.. «أمل» تترجم ندوات معرض الكتاب إلى لغة الإشارة
وسط الزحام والحضور الكثيف والفعاليات المتشعبة والمكتظة بجماهير معرض القاهرة الدولي للكتاب، ستلاحظ بكل سهولة «أمل» متواجدة على منصات ندوات المعرض المختلفة، تشارك بكل حب وشعف في ترجمة تلك الندوات إلى لغة الإشارة، على أمل أن يساعد ذلك في ضمان حقوق الصم وصعاف السمع في المشاركة بهذا الحدث الضخم والاستمتاع والاستفادة بكل ما يقال ويناقش في ندواته الثرية بالمعرفة والثقافة.
أمل جمال إبراهيم، مترجمة لغة إشارة بعدة وسائل إعلامية، حاصلة على بكالوريوس علوم إعاقة وتأهيل وباحثة ماجستير ومحاضرة ومدربة للغة الإشارة، تشارك في مبادرة المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة لترجمة ندوات وفعاليات النسخة الجارية الآن من معرض القاهرة الدولي للكتاب.
تقول «أمل» عن مشاركتها في ترجمة ندوات معرض الكتاب: «شاركت من خلال دعوة من زميلي العزيز محمد شحاتة وهو أيضا مترجم لغة اشارة ممتاز ومعروف هو من عرض عليا الفكرة، وبالفعل دخلنى من غير ما اقول تمام حتى، فهو صاحب فضل كبير في إني أشارك حاجة ناجحة زى دى، وكمان أستاذتى الغالية فيروز الجوهري مسئولة عن قسم اعاقة سمعية بالمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، هي اللي دعتني انى اشارك فى ترجمة ندوات الموجودة ف المعرض وانشر لغة الاشارة واتكلم عن حقوق الصم في انهم يكونوا جزء من مجتمع عارف كل اللي بيحصل حواليهم».
شاركت «أمل» في ترجمة أكثر من ندوة حتى الآن من بينها ندوة الكاتب والمؤلف الإيطالي ريكاردو سترنوتي، وندوة أخرى بعنوان «اللقاء الشعري» للكاتبة والروائية المغربية عائشة البصري، بالإضافة إلى ندوة أخرى بعنوان «القراءة الشعرية الأولى» من إدارة الشاعر حسن شحاتة والتي شارك عدد من الشعراء المصريين.
«كان لازم انقل ليهم ثقافة المجتمع والابداع الموجود، وافتح ابوابهم المغلقة على نفسهم وادخلهم المجتمع من خلال كل حاجه هنا في ثقافتنا وثقافة الدول العربية والغربية، والدليل إنىي ترجمت ندوات لمختلف الجنسيات بين الإيطالي والمصري والمغربي والسوداني والعديد من وبالتالي حققت هدفي في دمج ضعاف السمع وسط كل المجتمع».
تحمل «أمل» هموم وأحلام وطموحات كل ضعاف السمع وترى في توفير حقوقهم الكاملة قضيتها الأولى، ولهذا لا تعمل دائمًا على التعبير عن كل مشاكلهم وتحاول بشتى الطرق بشكل مستمر في أن تكون أذنهم السامعة والصادقة، كما تصف في حديثها مع «الفيتشر».
«هدفي أحسسهم بالتفاعل وأنهم ليهم قيمتهم ومش مهمشين، هدفي يشوفوا الاهتمام اللي يستحقوه في المجتمع، علشان كدا دخلت مجال ترجمة الإشارة بالأساس، وبحاول دايما أشارك في مساعدتهم في أي مكان سواء مستشفيات أو مصالح حكومية أو محاكم حتى».
تعمل مترجمة لغة الإشارة حاليًا على إطلاق تطبيق هدفه الأول والأساسي مساعدة كل ضعاف السمع في كل المجالات وبالأخص التعليم: «أنا بشتغل في تعليم الصم من 4 سنين وأكتر وعندي خبرة كبيرة في عمليات تواصلهم وتأهليهم في المجتمع، وبتمنى أقدر أساعدهم أكتر خلال الفترة القادمة».
وفي نهاية حديثها مع «الفيتشر»، كانت حريصة على توجيه شكرها وتقديرها إلى والدتها وشقيقاتها على دعمهم المتواصل لها: «ساعدوني أوصل وأكون حد ناجح يفتخروا بيه، وكمان أشكر بابا حتى لو مش موجود كنت أتمنى أنه يكون عايش وفخور دلوقتي بنجاح بنته وحبيبته، عايزة أقوله إني نجحت وبقى ليا شخصية ووصلت بفضل سيرته الطيبة».
إعداد: محمد خاطر