حكاية
قبة ووثيقة.. حكاية «الحصري» الشيخ والمسجد
ماذا لو أقيمت مسابقة في القرآن الكريم تنافس خلالها كلا من: «محمود خليل الحصري، عبد الباسط عبد الصمد، محمود علي البنا، مصطفى إسماعيل، محمد رفعت، محمد صديق المنشاوي، أبو العينين شعيشع، عبد العظيم زاهر، كامل يوسف البهتيمي»؟
كيف ستأتي النتيجة ومن سيستطيع من عمالقة دولة التلاوة حسم نتيجتها لصالحه والفوز بالمركز الأول بها؟
هذا ما حدث بالفعل قبل سنوات طويلة وفقًا لوثيقة نادرة، تكشف عن تنافس كبار قراء القرآن الكريم في مصر والوطن العربي فيما بينهم للفوز بحق تلاوة سورة الكهف بمسجد الإمام الحسين خلال أحد المناسبات الدينية التي كانت تقام بالمسجد حينها.
المسابقة أشرف عليها لجنة مكونة من علي محمد الضبع شيخ المقارئ المصرية، والشيخ عبد الفتاح القاضي شيخ معهد القراءات، والشيخ عامر السيد عثمان شيخ مقرأة الإمام الشافعي والأستاذ بمعهد القراءات وفق ما توضحه الوثيقة.
وبعد اجتماع اللجنة
واستماعها للمتسابقين العشرة، استقرت على اسناد تلك المهمة للشيخ محمود خليل
الحصري، معللة ذلك بأنه أجود القراء المذكورين تلاوة وأفضلهم أداء بعد أن جاءت
قراءته الأكثر مطابقة لقواعد التجويد والأداء.
الشيخ محمود خليل الحصري، ولد في قرية شبرا النملة التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية، وأتم حفظ القرآن الكريم في الثامنة من عمره، قبل أن ينضم إلى المعهد الديني بطنطا ومنه إلى الأزهر الشريف، وهناك تعلم القراءات العشر للذكر الحكيم.
الشيخ الحصري كان أول من سجل القرآن برواية حفص عن عاصم، ورواية ورش عن نافع، وراوية فالون، ورواية الدوري عن أبي عمرو البصري.
كما كان أول من سجل القرآن المعلم (طريقة التعليم)، وأول من رتل القرآن الكريم بطريقة المصحف المفسر، وأول من رتل القرآن في القصري الملكي في لندن، وكذلك كان أول قارئ يقرأ القرآن في البيت الأبيض وقاعة الكونغرس الأمريكي.
الشيخ الحصري، كان يدعوا دائما لضرورة تحفيظ القرآن الكريم للجميع، ولهذا أنشأ في قريته ومسقط رأسه شبرا النملة مسجد ومعهد ديني ودار تحفيظ للقرآن، وأوصى بتخصيص ثلث أمواله لخدمة حفظة القرآن الكريم والإنفاق منها على كافة أوجه البر والأعمال الخيرية قبل أن يتوفى عام 1980.
وبعد 22 عامًا من وفاته، افتتح أول مسجد في مدينة 6 أكتوبر باسم «الحصري» نسبة إلى الشيخ الراحل، بعد أن بناه سكان تلك المدينة بالمجهودات الذاتية والتبرعات، ليكون منبر لتعليم وتحفيظ القرآن وملجأ للجميع إذا يتضمن المسجد دار تحفيظ وجمعية خيرية وسكن للمغتربات والطالبات ودار للأيتام.
وصمم المسجد معماريًا على الطراز المعماري المستمد من العمارة الإسلامية الممزوجة بلمسات الحضارة المعاصرة، ويكسو المسجد من الداخل لوحات بالخط العربي من تنفيذ الفنان المصري العالمي سيد إبراهيم، ويتواجد به العديد من المشربيات المصنوعة من الأرابيسك في مصلى السيدات، ويتوسط المسجد نجفة ضخمة آية من الجمال.
وتعد قبة مسجد الحصري واحدة من أكبر قبب المساجد في العالم العربي، حيث تبلغ مساحتها 240 متر مربع، كما يعد منبر المسجد أضخم منابر مساجد القاهرة الكبرى.
إعداد وتصوير: محمد
خاطر