حكاية الشيخ عبد الباسط عبد الصمد من واقع مذكراته الشخصية
يعتبر الشيخ عبد الباسط عبد الصمد من أوائل الحافظين لكتاب الله تعالى
الذين صنعوا تسجيلات تجارية لتلاواته وهو أول رئيس لاتحاد القراء في مصر، علاوة
على ذلك فإن له صوت مميز يطرب السامعين لذلك أطلقوا عليه الحنجرة الذهبية.
ولد في صعيد مصر بمحافظة قنا تحديدا
بقرية المراعزة الواقعة بمركز أرمنت نشأ نشأة حسنة حيث كان جده محفظا
للقرآن الكريم ومعلما لأحكام التجويد كما
كان شقيقه حافظا للقرآن ومتعلما لأحكام التجويد حفظ الشيخ عبدالباسط القرآن الكريم
في السادسة من عمره وأتقن تلاوته في سن العاشرة.
والده كان موظفا بوزارة المواصلات وجده من علماء المنطقة وطلب منهم ذات يوم
أن يتعلم القراءات فوافقا وأشارا عليه أن يذهب إلى مدينة طنطا ليتلقى علوم القرآن
على يد الشيخ محمد سليم ولكن المسافة بين قريته وطنطا بعيدة جداً ولأن الأمر يتعلق
بمستقبله استعد للسفر ومن حسن حظه قبل أن يتوجه إلى طنطا بيوم واحد علم بوصول
الشيخ محمد سليم نفسه إلى أرمنت ليستقر بها ويمارس تدريسه للقراءات بالمعهد الديني
فذهب إليه وراجع القرآن كله على يده ثم حفظ متن القراءات السبع الشاطبية وهذا ما
ذكره الشيخ عبد الباسط بنفسه في مذكراته.
ذهب الشيخ إلى القاهرة وحصل على فرصة الالتقاء بالعديد من كبار القراء
والقراءة أمامهم وهذه كانت بداية العقد
بين الشيخ عبد الباسط والإذاعة المصرية وكانت الإذاعة سبب معرفة العالم بالحنجرة
الذهبية.
سافر محليا ودوليا وقرأ في المسجد الحرام عدة مرات عام 1961 و قرأ أيضاً في
المسجد النبوي والمسجد الأقصى والمسجد الأموي بدمشق ومسجد الخليل إبراهيم بفلسطين
ومسجد بادشاهي في لاهور – باكستان، كما قرأ في مدرسة من أكبر المدارس في أوروبا
والولايات المتحدة وكانت لزياراته أثر كبير على الإسلام والمسلمين وتوطيد العلاقات
مع مختلف شعوب دول العالم.
تاريخ الشيخ عبد الباسط ملئ بالإنجازات حيث اعتمد كقارئ في الإذاعة المصرية
عام 1951 وأول سورة قرأها في الإذاعة هي سورة فاطر، كما يعد أول رئيس ونقيب لاتحاد
القراء في مِصر وحصل على ذلك اللقب عام 1984، وأطلق عليه ألقاب كثيرة منها صاحب
الحنجرة الذهبية صوت مكة، إضافة إلى حصوله
على العديد من الأوسمة من مختلف الدول.
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد مثال يحتذى به فقد حفظ القرآن كاملاً في سن
صغير، وسعي في إتقان قراءاته على يد أكبر الشيوخ، وكانت ثمار اجتهاده أنه نال
إعجاب العالم الإسلامي أجمع وحصل على العديد من الأوسمة والألقاب، كما أن موهبته
في القراءة وعذوبة صوته لهم دور كبير في ذلك.
كان الشيخ عبد الباسط عبد الصمد يعاني من المرض الشديد في أيامه الأخيرة
فقبل أسبوع من وفاته دخل إلى أحد أفضل المستشفيات في لندن توفي الشيخ عبد الباسط
تحديداً في 30 نوفمبر 1988 حضر دفنه آلاف الأشخاص وجميع المسؤولين من الدول
الإسلامية، وتم افتتاح مسجد في قريته بمركز أرمنت باسمه عام 2006.